| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 4/7/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

متى يُمسك مسؤولو الأمن ألسنتهم؟

عدنان حسين   

يوم الأحد تفاخر أحد المسؤولين الأمنيين بأن الأمن أصبح مستتباً في العاصمة بغداد وعموم البلاد، واستدلّ على ذلك بان الاحتفالية الكبيرة التي أقيمت لمناسبة عيد الصحافة يومي الخميس والجمعة الماضيين لم تشهد أي اختراق أمني.

بئس التصريح، فالمسؤول الأمني بدا لنا فيه منقطع العلاقة عن البلاد والعاصمة تماماً، كما لو انه يعيش في كوكب آخر ليس فيه فضائيات ولا شبكة إنترنت ولا تلفونات محمولة (موبايل)، أو أن هذا المسؤول أمضى الأسابيع الأخيرة ((مكبسل)) (نسبة إلى المخدرات المعبأة في كبسولات). ولو لم يكن كذلك لأمسك لسانه التزاماً بالمثل القائل ((لسانك حصانك، إن صنته صانك وإن هنته هانك))، فالخميس الذي بدأت فيه الاحتفالية الصحفية (28 حزيران) كان واحداً من الأيام الدامية في العاصمة وعموم البلاد، حيث قتل 20 شخصاً في الأقل وأصيب اكثر من 100 آخرون بجروح في هجمات إرهابية.
إحدى هذه الهجمات حدثت على مرمى حجر من فندق الرشيد ومتنزه الزوراء في بغداد حيث جرت الاحتفالية، إذ قتل ثمانية أشخاص وأصيب نحو 30 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة عند سوق شعبي في منطقة الوشاش في غرب بغداد. وفي اليوم نفسه قتل شخصان وأصيب 15 آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة التاجي. كما قُتل وأصيب عشرات آخرون في تفجيرات وهجمات في سامراء وبعقوبة وناحية خان بني سعد والرمادي بحسب تصريحات لمسؤولين أمنيين في هذه المدن.
وقبل يومي الاحتفالية الصحفية بثلاثة أيام فقط كانت قد حدثت مجزرة في مدينة الحلة حيث قتل وأصيب 40 شخصاً في تفجير إرهابي استهدف ملعباً رياضياً.
وأمس، أي بعد يومين فقط من إطلاق المسؤول الأمني تصريحه الذي بدا وكأنه أدلى به من كوكب آخر أو وهو في حال الكبسلة، حدثت مجزرة جديدة في الديوانية وكربلاء تجاوز عدد الضحايا فيها 150 بين قتيل وجريح، فضلاً عن حوادث أمنية أخرى في مناطق متفرقة من البلاد.
ما الرسالة التي يريد المسؤولون الأمنيون إيصالها بالادعاء بان الأمن مستتب وهو ليس كذلك؟
صدقاً لا استطيع أن أجد جواباً لسؤال كهذا أو تبريراً لتصرف من هذا النوع مما درج عليه المسؤولون الأمنيون. هل هو جهل؟ هل هو هبل؟ أم انه كذب مقصود؟
ما لا يريد أن يدركه المسؤولون الأمنيون لدينا ومعهم مسؤولوهم السياسيون إن الأمن لا يتحقق في دولة فاشلة يتغلغل الفساد في كل عروقها وينصرف سياسيوها ومسؤولوها الوقت كله إلى صراعاتهم وأطماعهم.
وما لا يريد أن يدركه المسؤولون الأمنيون والسياسيون لدينا أيضاً إن الأمن لا يستتب لمجرد امتلاك القوة الغاشمة. ففي سويسرا لا توجد قوات عسكرية غير الشرطة، ومع هذا هي الأكثر استقراراً في العالم.. والسرّ بسيط للغاية، ففي سويسرا دولة ناجحة، ولأنها كذلك كانت قوية وآمنة 24 ساعة في اليوم و7 أيام في الأسبوع و12 شهراً في السنة.
أفضل للمسؤولين الأمنيين ولنا جميعاً أن يُمسكوا ألسنتهم إلى أن نتحول إلى دولة ناجحة.
 

المدى
العدد (2526) الأربعاء 4/7/2012



 

 

free web counter