| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 3/8/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

نعيماً .. مجلس الأمناء!

عدنان حسين

يستأهل مجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي، بدل المرة مرتين وثلاثاً، الإهانة المعنوية البالغة التي تلقّاها بقرار رئيس مجلس الوزراء الغاء قرار المجلس بعزل رئيس تحرير صحيفة "الصباح" الزميل عبد الستار البيضاني قبل مرور 24 ساعة على صدور ذلك القرار.

يستحقّ المجلس هذه الإهانة لسببين، الأول تصرفه غير المهني حيال السيد البيضاني الذي لم يلحق أن يُرتّب غرفته لكي يُتهم بسوء الإدارة تبريراً لقرار عزله، والثاني انه (المجلس) هو الذي فتح الباب على مصراعيها أمام السلطة التنفيذية لكي تدخل في شؤون هيئة كان من المرسوم لها أن تكون مستقلة وأن تتكرس استقلاليتها باعتماد المعايير المهنية والتمسك بها والتزام القواعد الأخلاقية للمهنة في عمل المؤسسة المهني والإداري.
لو كان مجلس الأمناء يستحي لقدّم في الحال استقالته الجماعية، اعترافاً بالخطأ المُرتكب في حق الزميل البيضاني بالقرار الذي اتخذه المجلس باجماع أعضائه من دون أي استثناء ( لكم ان تتصوروا مقدار المهنية لدى هؤلاء الأعضاء بحيث ان أحداً منهم لم يعترض أو يتحفظ على قرار العزل في حق موظف لم تكن "جريمته" انه سرق كما كثير من موظفي الدولة وبينهم موظفون في الشبكة، أو انه أساء السلوك والأدب تجاه زميلات له وزملاء كما كثير من موظفي الدولة وبينهم موظفون في الشبكة، أو انه تجاوز على الأسس الوطنية للعمل العام ،كما الكثير من موظفي الدولة وبينهم موظفون في الشبكة).
أحسنَ رئيس الوزراء صُنعاً بقراره الصاروخي، لوقف تجاوز غير مقبول مهنياً، ولردع تعسفي في استخدام السلطة غير مبرر، مع انه لم يكن من المفترض أن يتدخل رئيس السلطة التنفيذية أو أي من أعضائها وموظفيها في شؤون الشبكة باعتبارها هيئة مستقلة ومن المصلحة العامة والوطنية أن تكون مستقلة وأن تبقى كذلك، لكن المجلس نفسه هو المسؤول عن تبعية الشبكة للحكومة وخضوعها لسلطتها، وهو المسؤول عن دفع الأمور إلى هذا الحد بسبب تماديه في التصرف كما لو انه هيئة إمبراطورية لا رقيب عليها ولا حسيب من الدولة أو المجتمع، وهو المسؤول أيضاً لأنه لم يؤد أحد واجباته بالعمل على تشريع قانون يكرّس استقلالية الشبكة وينظّم قواعد العمل فيها وفقا للشروط والمعايير المهنية التي تمنع التعسف والتكبر والطغيان، ويضمن أن تتولاها قيادات إعلامية تأتي من طريق المهنية لا عبر دروب المحاصصة.
هذه مناسبة للتذكير بان إعلام الدولة الذي يكلّف الميزانية العامة (ميزانية الشعب) مبالغ طائلة يجب أن يُعهد به إلى العناصر المهنية الحقة، فالإعلام بالذات يجب أن يكون موضوعياً، ولكي يكون كذلك لا بد من وضع المهنيين على رأسه لضمان انه يعمل وفقا للأصول التي لا يراعيها إلا أهل الأصول من ذوي الكفاءة والخبرة وممن لا تحرّكهم وتوجّههم النزعات والأهواء السياسية والمذهبية والقبلية والشخصية.
وهذه أيضاً مناسبة للتذكير بان شبكة الإعلام العراقي لا تُعطي بقدر ما تأخذ ولا تخدم الشعب والوطن بقدر ما يموّلها الشعب والوطن اللذين يقتطعان من تخصيصات الأكل والشرب والكهرباء والصحة والتعليم والزراعة والصناعة وسواها للإنفاق على الشبكة وجيش العاملين فيها.
متى يتنبه مجلس النواب إلى أن عقارب الساعة قد تجاوزت كثيراً موعد التأسيس الصحيح لقطاع الإعلام؟


العدد (2210) الأربعاء 3/08/2011






 

 

 

free web counter