| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 3/10/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

هل الجنّة خان جغان؟

عدنان حسين

ما كان لزاماً على لجنة الفتوى في الأزهر أن تُفتي بأن الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي لن يكون شهيداً إذا ما مات وهو يقاتل من أجل كرسي حكمه، فأحد لم يتضرع إلى السماء أو يتشفّع له عند الأولياء لكي يكون كذلك، وحتى لو كان هناك متضرّع أو متشفّع فان الأزهر هو أكثر العارفين أن الجنّة ليست خان جغان.

وخان جغان من الخانات البغدادية الشهيرة منذ العهد العثماني. وتشير الروايات التاريخية إلى أن والي بغداد جغالة زاده سنان باشا (نهاية القرن السادس عشر) هو من أنشأ هذا الخان ليكون من مصادر دخله وثروته، وهو يقع في السوق الذي صار اسمه لاحقاً سوق دانيال أو سوق الصاغة. وبسبب عائدية الخان للوالي في ما يبدو، صار محلّ حركة تجارية نشيطة، تملقاً للوالي أو خوفاً منه وخشية من غيظه وغضبه، فكان الخان مضرب المثل في حرية الدخول والخروج من كل الجهات والزحمة فيه. ويستعين البغداديون وكثير غيرهم من العراقيين حتى اليوم بالمثل للإشارة إلى فوضى الحركة وحريتها، فإذا أرادوا القول بان مكاناً ما ليس متاحاً للجميع في كل الأوقات قالوا ما معناه انه ليس خان جغان. ومن بين ما يتداولونه قولهم ((قابل الجنة خان جغان ياهو اليجي يدخل بيها؟)).
فتوى الأزهر جاءت على لسان أمين لجنة الفتوى الشيخ سعيد عامر رداً على تصريحات للقذافي المُطارد من ثوار ليبيا منذ اندلاع ثورة 17 فبراير (شباط) في ليبيا، قال فيها إنه إذا مات في بلاده سيكون شهيداً.
ومدّ صاحب الفتوى نطاق فتواه لتشمل أيضاً الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والرئيس السوري بشار الأسد، وهو برّر فتواه بالقول إن "هؤلاء الحكام لا يريدون أن يستمعوا لأحد ولا يحفلون بحصد آلاف القتلى وجريان أنهار الدم ودمار الأوطان، لأن شياطين الإنس والجن تزيّن لهم كل الطرق التي تضر بمصالح العباد والبلاد".
وكان شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قد شنّ هو الآخر هجوما قوياً على الحكام العرب الذين يتمسّكون بكراسي الحكم ويريقون دماء شعوبهم، معتبراً ما يحدث في ليبيا وسوريا واليمن "يمثل مأساة إنسانية لا يمكن قبولها ولا يجوز شرعاً السكوت عليها، لأن الدم يزيد الثورات اشتعالاً".
قبل القذافي بسنوات رسَّمَ صدام حسين نفسه شهيداً للأمتين العربية والإسلامية، ولم نسمع يومها لا من الأزهر ولا من سواه من المؤسسات الدينية قولاً يؤكد أن صدام إنما كان يجدّف في الواقع كما القذافي الآن، مع أن صدام فعل بشعبه ما يفعله القذافي وعلي صالح والأسد وأكثر.
هل كانت الجنة على حياة صدام خان جغان؟
وهل أغلق هذا الخان أبوابه الآن فقط؟


العدد (2266) الأثنين 3/10/2011






 

 

 

free web counter