| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 3/7/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

لو بقي صدام حتى اليوم

عدنان حسين   

لنتخيّل أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش (الابن) كان أكثر تردّداً في اتخاذ القرارات، وأكثر اكتراثاً بخاصة في اتخاذ قرارات الحرب والسلام، وانه بالتالي لم يتخذ القرار بإسقاط نظام صدام حسين. ما كانت العاقبة ستكون؟.. الأرجح، بل المؤكد، أن نظام صدام كان سيبقى حتى الآن.

برغم الصلة بين سقوط نظام صدام وثورات الربيع العربي، لنفترض عدم وجود هذه الصلة، وان نظام صدام امتد به العمر إلى هذا الزمن وان العراقيين تأثروا بأحداث الربيع العربي ونظّموا انتفاضة ضد نظام صدام. أي سيناريو كان سيشهد العراق؟ .. التونسي – المصري، اليمني، الليبي أم السوري؟
ما كان صدام سيستقيل على طريقة زين العابدين بن علي وحسني مبارك، وما كان سيقبل بتسوية كالتي قبل بها علي صالح محمد. الأرجح إن سيناريو الحرب الداخلية على الغرار الليبي والسوري هو الذي كان سيفرضه صدام بعناده وعدم تقديره الصحيح للأحداث والمواقف.
لنتخيل الآن أن الانتفاضة التي كانت ستندلع في العراق تأثرا بالربيع العربي قد انطلقت قبل ثلاثة أشهر أو ستة أو سنة. بالتأكيد ما كان صدام سيستطيع قمعها بسرعة على غرار ما حصل مع انتفاضة آذار 1991، فانتفاضة الربيع كانت ستلقى دعماً قوياً من إقليم كردستان وقوى المعارضة التي وجدت ملاذا لها هناك، فضلاً عن الدعم المؤكد الذي كانت ستتلقاه من الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج العربي فضلاً عن دول الربيع العربي.
لو كان هذا السيناريو هو الحاصل الآن في العراق، فهل كان السيد علي الدباغ (المتحدث باسم الحكومة العراقية الحالية) أو رئيسه السيد نوري المالكي، سيقبل بأن يُصرّح المتحدث باسم الحكومة السورية أو باسم الحكومة الجزائرية أو سواهما محذراً من إن ((انهيار النظام العراقي ليس في مصلحة أحد، وأنه سيتسبب بأزمات للمنطقة))؟
منذ عشر سنوات، عشية الاجتياح الأميركي – الدولي للعراق بهدف إسقاط نظام صدام استخدم الكثير من رؤساء الدول العربية ورؤساء الحكومات العربية والمتحدثين باسمها التعبير نفسه الذي استخدمه السيد علي الدباغ وهو يُصرّح أمس محذراً من إن ((انهيار النظام السوري ليس في مصلحة أحد، وأنه سيتسبب بأزمات للمنطقة)).
السيد الدباغ أعرب عما أسماه رغبة العراق في أن (( يتم تجنب الانهيارات، مثلما تجنب الخليجيون الانهيار التام في اليمن، وأحدثوا انتقالاً سلساً للسلطة))، مفترضاً أن نظام بشار الأسد يمكنه (تطبيق آلية الانتقال السلس للسلطة).

لا أظن أن شخصاً عاقلاً بكامل وعيه يفكر بالطريقة التي يفكر بها السيد الدباغ، إلا إذا كان متقصداً حرف الحقيقة. فالمفترض أن السيد الدباغ يعرف ان بشار الأسد ليس من هذا النوع مثلما كان صدام حسين ليس من هذا النوع.
لو كان بشار الأسد ينزع إلى تسوية تؤول إلى انتقال سلس للسلطة ما كان نظم هذه المجزرة الرهيبة المتواصلة منذ سنة ونصف السنة، مثلما لو كان صدام يميل إلى تسوية كهذه ما كان قد جرى للعراق ما جرى، بما في ذلك تولّي السياسيين الفاشلين السلطة في بغداد وتمسّكهم بها على طريقة صدام في الماضي وطريقة بشار الأسد الآن.
 

 

المدى
العدد (2525) الثلاثاء 3/7/2012



 

 

free web counter