| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 31/7/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

من سرق مليارات الكهرباء؟

عدنان حسين

منذ أن كتبتُ الأربعاء الماضي تعليقاً على ما صرح به عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية النائب عدي عواد (كتلة الأحرار) عن قرب صدور تقرير رسمي يتضمن نتائج التحقيق في فساد وزارة الكهرباء، خصصتُ بعضاً من وقتي اليومي سعياً لتقصي هذه القضية التي يعاني 30 مليون عراقي من تأثيراتها المدمرة على حياتهم للسنة الثامنة على التوالي.

وللتذكير فإن النائب عواد أكد في بيانه أن اللجنة البرلمانية كشفت ملفات فساد كثيرة في وزارة الكهرباء، وقال أن هناك جهات سياسية وشخصيات متنفذة في الدولة تقف خلف استمرار أزمة الكهرباء في البلاد، ولاسيّما بعد ثبوت تورطهم في عمليات فساد تُقدّر بمليارات الدولارات في الوزارة منذ العام 2006، وأشار إلى أن مدراء عامين في الوزارة متورطون في ملفات الفساد المالي والإداري.
من غير المعقول أن تبقى أزمة الكهرباء على حالها كل هذه السنوات لولا وجود حالات فساد مهولة عطّلت عملية إنفاق الأموال على مشاريع إنتاج الكهرباء، خصوصاً وان الدولة أنفقت 27 مليار دولار على الكهرباء بحسب ما صرّح به أخيراً وزير المالية السيد رافع العيساوي الذي أضاف أن المواطنين أنفقوا من جانبهم 80 مليار دولار، وهذا للمولدات الأهلية والخاصة.
27 مليار دولار .. ماذا بوسعها أن تفعل على صعيد إنتاج الكهرباء؟ سألتُ نفسي، ورحتُ أبحث في شبكة الإنترنت عن مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية في البلدان المجاورة أو القريبة منا. أفلحت في الحصول على خبر عمره شهر فقط عن أحدث مشروع لإنتاج الكهرباء يجري تنفيذه الآن في منطقة رأس الزور في السعودية، وهي محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية بلغت كلفتها 9 مليارات و72 مليون ريال سعودي (ما يعادل مليارين و419 مليون دولار) , وتُقدّر الطاقة الإنتاجية للمحطة ب2400 ميغاوات، ويجري تنفيذها في مدة ثلاث سنوات ونصف السنة.
خلال بحثي وجدتُ أيضاً تصريحات لمسؤولين عراقيين كبار، بينهم نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني، وهي تُجمِع على أن حاجة العراق الكلية من الكهرباء تقدر بـ 14000 ميغاوات، يتوفر منها حالياً 9000 ميغاوات من الإنتاج المحلي والإنتاج المستورد من الخارج (إيران والأردن).
هذه الأرقام تعني أن 6 محطات من النوع الذي تبنيه السعودية في منطقة رأس الزور كفيلة بإنتاج 14400ميغاوات، أي ما يعادل الحاجة الكلية للعراق من الكهرباء. وقياساً على كلفة المحطة السعودية فان تكاليف إنشاء المحطات الست المفترضة مجتمعة ستبلغ 14مليار و514 مليون دولار، أي نحو نصف ما أنفقته الدولة العراقية على الكهرباء طوال السنوات الماضية حسب إعلان وزير المالية.
الدولة أنفقت 27 ملياراً والمعاناة اليومية لثلاثين مليون عراقي من جراء انقطاع التيار الكهربائي لم تزل على حالها، بل تتفاقم سنة بعد سنة وشهرا بعد آخر.. ولكم أن تتخيلوا كم من المليارات من الدولارات قد سرقه الفاسدون والمُفسدون في وزارة الكهرباء وفي غيرها من الوزارات ودواوين الدولة وفي خارجها لكي تبقى أزمة الكهرباء على الحال المُهلكة هذه!.
 


العدد (2207) الأحد 31/07/2011






 

 

 

free web counter