| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 31/12/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

تمنيات بعام جديد تعيس!

عدنان حسين
 

لأول مرة منذ أكثر من ثلاثين سنة أشهد الليلة عيد رأس السنة في بغداد، فما عساي أن أتمنى في هذه المناسبة التي كنّا أيام زمان نحتفل بها حتى مطلع الفجر في نوادي بغداد الاجتماعية (الإعلام، التشكيليون، وسواهما)، وهو ما لم يعد مُتاحاً في عاصمتنا التي دمرّ صدام كل الأشياء الجميلة فيها وأجهز خلفاؤه الحاليون على ما تبقّى.

هل أتمنى الرفعة والعزّة والمجد والسؤدد للوطن؟ والسعادة والرفاه والسلام للشعب؟ .. أعرف ان هذا مثل أحلام العصافير، فهو لن يتحقق حتى بمقدار عُشر الواحد بالمئة مع وجود هذه العصبة من المتولين مقاليد الأمور في البلاد. وما يجري هذه الأيام من استهانة بالغة واستخفاف مفرط بالناس ومصالحهم وحقوقهم في إطار الصراع السافر بين أفراد هذه العصبة على السلطة والنفوذ والمال، دليل قوي على انني، وكل من هو على شاكلتي، محقّ في عدم توقع حدوث أي خير على أيدي هذه العصبة.
في حياتي كلها لم أتمنّ السوء لأحد غير صدام حسين. وها أنا ذا أعترف بأنني أحمل في داخلي للعصبة الحاكمة في بغداد المشاعر نفسها التي امتلأت بها نفسي تجاه صدام الى يوم القبض عليه في الحفرة مثل جرذ. والباعث على هذه المشاعر واحد، فما فعله صدام بالعراق يُعيد خلفاؤه انتاجه بشكل من الأشكال.
عشية العام الجديد أتمنى أن تتحقق أسطورة الطير الأبابيل التي أرغب أن تُحلّق فوق المنطقة الخضراء من بغداد التي لم يبق فيها أي شيء جميل مما كان قبل أكثر من ثلاثين سنة، وأن ترمي بحجارة من سجّيل كل هؤلاء الذين لم يفعلوا خيراً للعراق وشعب العراق على مدى السنوات التسع الماضية مع ان مئات مليارات الدولارات تدفقت الى خزائنهم وكان يمكن بها أن يحيلوا العراق الى جنة حقيقية.
أتمنى أن تزرع الأحجار السجّيل الخوف الدائم في أفئدة هذه العصبة، والآلام المبرحة والعاهات المستديمة في أرواحهم، والأمراض الخبيثة المستشرية في أبدانهم، كي يشربوا من الكأس نفسها التي يتجرّعها العراقيون منذ تسع سنوات حتى اليوم.
أتمنى أن يجعل الحجر السجّيل أكل حكامنا، من مختلف كتلهم وائتلافاتهم، زقّّوماً وشرابهم زؤاماً لكي تتحقق العدالة وتتم المساواة بين الحاكمين والمحكومين.
أتمنى ان تتفاقم الأزمة الراهنة بين هذه الكتل والائتلافات وتنهار حكومتهم ولا يبقى أمامهم سوى خيار واحد هو إجراء انتخابات مبكرة يستعيد خلالها شعبنا وعيه فلا يعيد انتخابهم لكي يعود معظمهم الى ما كانوا عليه قبل 2003، أقزاماً قميئين.
أُجزم ان الكثيرين هنا في العراق يشاطرونني المشاعر ذاتها تجاه عصبة الحكام القاطنة في المنطقة الخضراء، ويشاركونني الأمنيات عينها، فحبل الودّ منقطع بيننا وبين هذه العصبة التي ازدادت على مدى تسع سنوات فساداً على فساد وإهمالاً لواجباتها ومسؤولياتها، وتخلياً عن تعهداتها ووعودها، وحنثاً بيمينها، فبقينا على حال البؤس التي تركنا فيها صدام واستمررنا في وضع المحنة القاسية.عاماً جديداً تعيساً أيها الحكام نتمناه لكم. وكل عام وأنتم بألف سوء، حتى يصبح حالنا جميعاً من بعضه.
 


العدد (2349) السبت 31/12/2011



 

 

free web counter