| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 31/10/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

مليارات لا تجلب البهجة

عدنان حسين

إنما الأعمال بالنيات. ولا شك في أنه بدافع حسن النية أعلن مدير عام شركة تسويق النفط (SOMO) السيد فلاح جاسم العامري منذ أيام أننا حققنا عائدات مالية من جولات تراخيص النفط بلغت 10 مليارات دولار خلال العام الحالي، وان من المتوقع مضاعفة المبلغ في العام المقبل إلى 20 ملياراً.

أرجو ألا أُخيّب أمل السيد العامري بالقول إن كلاماً كهذا لا يُبهجنا في الواقع، فعشرة مليارات ليست بالمبلغ الضخم بالمقارنة مع مجمل عائداتنا النفطية التي ستتجاوز قيمتها 80 مليار دولار خلال العام الحالي وحده. وما لا يفرح في إعلان السيد العامري أننا لم نلمس شيئا من الثمانين ملياراً هذه، فماذا يمكننا أن ننتظر من مجرد العشرة مليارات، أو العشرين ملياراً التي ستتحقق في العام المقبل؟
لم تتغير أحوالنا كثيراً منذ أن كان دخلنا السنوي من النفط قبل بضع سنوات يقل عن 50 ملياراً، فأزمة الكهرباء تبدو وكأنها القدر الأبدي للعراقيين، وكذا الحال بالنسبة للخدمات العامة الأخرى (الصحة، التعليم، الماء، الصرف الصحي.. وسواها) وبالنسبة للبطالة والحالة المعيشية العامة البائسة والسكن والنقل والاتصالات والزراعة والصناعة.. القائمة طويلة جداً في الواقع.
منذ أشهر تنشغل أوروبا وأجزاء أخرى من العالم بالأزمة المالية والاقتصادية الطاحنة في اليونان، وهي أزمة تبدو مستعصية على الحل برغم ما قام به الحلفاء والشركاء الأوربيون من ضخ عشرات المليارات في خزينة الدولة اليونانية. وبخلافنا نحن الذين لدينا وفرة من الأموال، تبدو اليونان الآن دولة على حافة الانهيار، لكن المشاهد التي تنقلها عدسات التلفزيون من أثينا وسائر المدن اليونانية التي تجتاحها التظاهرات المناهضة للحكومة لا تعكس أن هذا البلد يواجه كارثة، فشوارع المدن نظيفة والكهرباء متوفرة في كل وقت والأسواق عامرة بالسلع.
وانظروا في المقابل إلى مدننا، نحن البلد الذي دخله من النفط 80 مليار دولار سنوياً ومن المؤمل، بل المؤكد، مضاعفته في غضون سنتين أو ثلاث من الآن .. انظروا إلى شوارعنا وساحاتنا العامة والى درابين الأحياء السكنية .. انظروا فماذا ترون؟ مدننا هي أقذر المدن في العالم، بل إننا في الواقع نعيش وسط مزابل كبيرة للغاية. ومدننا هي الأسوأ حالاً بين مدن العالم من كل الجوانب.
فكيف لنا أن نفرح بزيادة 10 مليارات دولار أو عشرين ملياراً؟ انه مبلغ لا يعادل ما يستحوذ عليه الفاسدون في دواوين دولتنا.
بالتأكيد هناك من سيبتسم ملء الشدقين ويقهقه بأعلى صوت وهو يستمع إلى الأخبار من النوع الذي أعلن عنه مدير عام (سومو).. إنهم كبار البيروقراطيين الذين سيحسبون نسبتهم المئوية من العائدات المليارية الجديدة. وتفرح معهم الطفيليات التي تعمل في خدمتهم، نصباً واحتيالاً وتزويراً للوثائق.. وما إلى ذلك، وهو كثير.
ولا عزاء لثلاثين مليون عراقي يبدون كما لو أنهم من بلد لا يشبهه في سوء أحواله حتى الصومال.
 


العدد (2294) الأثنين 31/10/2011






 

 

 

free web counter