| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 30/3/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

نحن فـي الحضيض.. جامعياً

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

هذا خبر جيد مع انه يتعلق بوضع سيء للغاية، فهو يعكس ويعيد التذكير بالحال المزرية على نحو مفجع للجامعات العراقية.الخبر يقول إن جامعاتنا تستقر الآن في الحضيض السحيق.. لا مبالغة ولا تجن في هذا، فترتيب هذه الجامعات يأتي متأخراً جداً في قائمة الجامعات في العالم حسب أحدث التقارير المتخصصة.

في الفترة بين 9 و11 من الشهر الحالي نظمت مجموعة أبحاث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENARG) ومحكمة بروكسل (Brussels Tribunal) بالتعاون مع جامعة غنت (Ghent) البلجيكية ندوة دولية حول وضع الجامعات العراقية.

البحث الرئيس المقدم إلى الندوة خلص إلى أن التعليم، العام والجامعي، في العراق يحتضر بسبب السياسات المدمرة التي تقوده، ولاحظ أن الجامعات العراقية هي بين الأسوأ عربيا وعالميا. وأفاد البحث بان قوات الاحتلال الأميركي والحكومات العراقية تعاونت خلال السنوات الماضية على مفاقمة الوضع والوصول به إلى هذه النتيجة، حيث جرت "إقالة وتهديد واختطاف واغتيال أفضل وأذكى الأساتذة"، وهذا ما دفع من تبقوا على قيد الحياة للهرب إلى الخارج. وأشار البحث أيضا إلى أن سلطات الاحتلال والحكومات العراقية عيّنت في إدارة الجامعات والكليات الأشخاص الموالين لها، و"جاءت هذه التعيينات على أسس طائفية وبشهادات مزورة تم شراؤها بسهولة لاستشراء وتفشي الفساد في التعليم العالي". وأكد أن الحكومات العراقية "لم تُظهر أية رغبة في إعادة بناء التعليم في العراق ولا إعادة بناء البنية التحتية المدمرة ولا تغيير نوعية التعليم". ولم تفت البحث الإشارة إلى نفوذ الميليشيات الحزبية الطائفية داخل الجامعات باعتباره أحد أسباب تردي الأوضاع في هذه الجامعات.

وأورد البحث أن ترتيب الجامعات العراقية في قائمة جامعات العالم هو على النحو الآتي: جامعة الكوفة في الترتيب 6097، الجامعة التكنولوجية في الترتيب 6503، جامعة السليمانية في الترتيب 6664، الجامعة المستنصرية في الترتيب 10264، مؤسسة التعليم الفني في الترتيب 10327، جامعة الموصل في الترتيب 10738، جامعة كردستان في الترتيب 11240، جامعة البصرة في الترتيب 11406، الجامعة الأميركية في السليمانية في الترتيب 11591. أما أعرق جامعاتنا، جامعة بغداد التي تخرّج فيها وترأسها وقاد كلياتها ودرّس فيها عباقرة من أمثال عبد الجبار عبد الله وإبراهيم كبة ومحمد سلمان حسن وعلي الوردي وعلي جواد الطاهر ومهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي وعناد غزوان وشاكر حسن آل سعيد وسواهم، فترتيبها في قاع الحضيض لجامعات العالم!

كيف ردت جامعاتنا على هذا التقرير؟
إليكم أنموذج واحد من جامعة واحدة من كلية واحدة في هذه الجامعة، هي كلية طب الأسنان في جامعة الكوفة. فعميد الكلية ونائبه لم يستثمرا الفائض من وقتهما في التفكير مع نفسيهما أو في البحث مع زملائهم الأساتذة في السبيل لانتشال كليتهما وجامعتهما من وضعهما العلمي المزري .. اختارا بدلا من ذلك أن يترسّما خطى خير طلفاح (خال صدام) فنزلا إلى باحة الكلية وأروقتها ليتفحصا ملابس الطلبة وتسريحات شعورهم: "هذا زي لا يعجبنا، وتلك تسريحة شعر تضايقنا"!

من باب الاحترام تحمّل الطلبة مضايقات العميد والنائب يوماً واثنين وعشرة.. ثم انفجروا لهذا التدخل الفظّ في حياتهم الشخصية، فأضربوا عن الدراسة يوم الاثنين الماضي وأعلنوا أنهم سيواصلون الإضراب حتى إعفاء العميد ونائبه من منصبيهما، ما حمل رئيس الجامعة الذي التقى الطلبة المضربين على ممارسة مهام عميد الكلية لحين اتخاذ قرار رسمي بشأن مطالب الطلبة.

وزير التعليم العالي السيد علي الأديب أقرّ في تصريح صحفي منذ يومين بتردي الأوضاع في جامعاتنا إلى أبعد الحدود، لكننا يا معالي الوزير نريد، كما تريد جامعاتنا، أعمالا لا أقوالاً، والأعمال تبدأ بتولية الأكاديميين الحقيقيين، المتخصصين، الوطنيين، المخلصين والنزيهين المناصب القيادية في الجامعات، وفي الوزارة قبل ذلك... أليس كذلك؟


العدد (2085) الآربعاء 30/03/2011






 

 

 

free web counter