| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 30/12/ 2012                                                                      

 

شنــاشيــــل :

شهود الزور على المسخرة

عدنان حسين       

ما كنا لنحتاج إلى أن يقول لنا رئيس الوزراء نوري المالكي ما قاله أمس الأول لنعلم ان دولة العراق غدت "مسخرة" بين الدول، فنحن نعرف هذا جيداً، لكننا نختلف مع السيد المالكي في سبب هذه "المسخرة". هو يعزوها الى "الخلافات بين السياسيين"، لكن مثل هذه الخلافات وأشد منها قائم في مختلف الدول، بما فيها الأكثر تطوراً وتحضراً ومدنية. وأصلاً الاختلاف في الرأي رحمة ونعمة، ومن أسباب تطور الدول الأخرى وتحضرها وتمدنها كفالة دساتير تلك الدول وأنظمتها السياسية حرية التفكير والتعبير.

تحول دولتنا الى "مسخرة" يرجع الى وجود طبقة سياسية حاكمة هي "المسخرة" بعينها .. ودولتنا "مسخرة" لأن المسؤولين عنها كافة مقصرون في واجباتهم التي أقسموا على ادائها .. هم منصرفون تماماً عن المصلحة الوطنية الى مصالحهم الشخصية والحزبية والطائفية. فسادهم وطائفيتهم وعدم كفاءتهم هي المسؤولة عن جعل دولتنا الأكثر فساداً والأقل شفافية والأسوأ في طبيعة الحياة، كما تُعيد وتكرر تقارير المنظمات الدولية المعتبرة.

هذا من ناحية كلام المالكي، أما من ناحية كلام نائبه، صالح المطلك، فلم نكن نحتاج أيضاً الى هذا الكلام لنعلم ان المالكي"يتحمل المسؤولية الكبرى عن الخلل كونه جزءاً من هذه التركيبة"، فنحن أيضاً نعرف هذا جيداً مثلما نعرف ان المطلك يتقاسم مع المالكي المسؤولية الكبرى عن تحول دولتنا الى "مسخرة" .. المطلك وسائر زعماء الفرصة الذين انتشلهم الأميركيون من قاع المجتمع والحياة السياسية وفرضوهم علينا يتحملون مع المالكي كل المسؤولية عما نحن فيه، ولا يستطيع المطلك أن يبرئ نفسه، فهو يواصل عن سابق إصرار وترصد عضويته في الحكومة التي يترأسها المالكي، بعدما تراجع نادماً عن موقف سبق أن اتخذه من المالكي، ويوم أعلن المطلك مقاطعة المالكي وحكومته ظننا ان دفقة من الوعي قد اجتاحته .. وكنا على وهم في الواقع.

المطلك يريد أن يفرّ من سفينة قد تبدو له على وشك الغرق .. والمطلك يريد أن يركب الموجة ويحقق كسباً شعبياً، لكنه لن ينجح في إخلاء مسؤوليته من تردي الاوضاع السياسية والمعيشية في البلاد. هو نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات، وقطاع الخدمات في البلاد من أسوأ ما يكون، لكننا لم نسمع يوماً من المطلك إقراراً بهذا الواقع .. لم نسمع منه إعلاناً بتحمل المسؤولية أو جزء منها .. هو، كما سائر وزراء حكومة المالكي، كانت عيونهم على مصالحهم أكثر مما على مصالح الناس التي كلفوا برعايتها وصونها.

السيد المطلك، انت كما المالكي، وكذا وزراء كتلتك "العراقية" ونوابها في البرلمان شركاء في جعل دولتنا "مسخرة"، أقلها لأنكم كنتم شهوداً زوراً على هذه "المسخرة".


المدى
العدد (2690)  30/12/2012



 

 

free web counter