| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين  30 / 12 / 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

لماذا العلواني؟

عدنان حسين       

النائب أحمد العلواني طائفي.. لا شك عندي في هذا، لكنني أندّد بقوة بطريقة اعتقاله ونشر صورة القاء القبض عليه، وبقتل شقيقه ومرافقين له. ولقد أودعت موقفي هذا في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فتساءلت تعليقاً على الصورة التي بدت فيها يدٌ قاسية تُرغم العلواني على طأطأة رأسه بالقوة الغاشمة: "اذا كان نائب يُعامل بهذه الطريقة فكيف هي حال المواطن العادي عندما تلقي القوات المسلحة القبض عليه؟"، ووصفت هذا العمل بالمشين، وهو كذلك حقاً.

النائب العلواني طائفي بامتياز. والعديد من تصريحاته المدوّنة في الصحف والمسجّلة تلفزيونياً والمحفوظة في "يوتيوب" تُدينه بهذه الجناية المقيتة، لكن هذا لا يُبرر للقوات المسلحة بأي حال خرق مبادئ وقواعد حقوق الإنسان في عملياتها.. لن تكون قوات مسلحة وطنية اذا لم تتقيد بهذه المبادئ والقواعد.. لا ينبغي أبداَ أن نقبل بأن تعمل قواتنا المسلحة بالطريقة التي كانت تعمل بها قوات الدكتاتور صدام حسين.

العلواني طائفي.. نعم هو كذلك، لكن هل هذا النائب الأنباري هو الوحيد الذي يتعيّن أن تُلقى تبعات الطائفية عليه؟.. للعلواني أشباه وأمثال في التعصب الطائفي الكريه بين أعضاء مجلس النواب والوزراء. هؤلاء ليسوا من الأنبار وحدها ولا هم سنّة فقط.. بين النواب والوزراء ورجال الدين الشيعة طائفيون كثر.. أكثر من نظرائهم السنة، وهؤلاء جميعاً، سنة وشيعة، هم السبب في هذا التسونامي الطائفي المدمر الذي يجتاح بلادنا ويتلف حياتنا الاجتماعية والسياسية منذ سنوات عدة. تريدون وقف هذا المدّ؟ اعتقلوهم جميعاً وليس العلواني وحده، ولكن من دون انتهاك حقوق الانسان كما حصل مع العلواني.

العلواني لم ينبثق من باطن الارض مثل نبتة وحشية متفردة.. انه الابن الشرعي للنظام السياسي الذي أوجدته قوى وأحزاب الاسلام السياسي الطائفية خلافاً لأحكام الدستور.. النظام القائم الان يتعارض مع الدستور الذي لم تتضمن أي مادة فيه ما ينصّ على تقاسم السلطة حصصاً على وفق الطائفة والمذهب والقومية.

العلواني طائفي وداعم للإرهاب ويستحق الاعتقال؟... حسناً، لماذا تركتم الآخرين من أمثاله؟ لماذا عاملتم طائفياً آخر وداعماً للإرهاب ومحرضاً عليه، هو مشعان الجبوري، بأفضل مما يستحقه مناضل وطني، وهو الخادم الذليل لصدام وابن صدام وسارق أموال الشعب والمحرض على الطائفية والإرهاب؟.. لماذا استقبلتموه بالأحضان والولائم الباذخة وفتحتم له مكاتبكم، بما فيها مكتب رئيس مجلس الوزراء، واسكنتموه فيللاَ من فئة الخمس نجوم وسمحتم لقناته التلفزيونية المسمومة التي كانت تشتمكم وتشتم طائفتكم وأئمتكم وتمجّد صدام وتُعطي دروساً علنية في كيفية صنع المتفجرات؟.. كيف سمحتم لقناته بالبث من بغداد خلافاً وانتهاكاً للقواعد المعمول بها في هيئة الإعلام والاتصالات والمطبقة على سائر القنوات التلفزيونية؟

خصم الكلام، إنكم لم تفعلوا بالنائب العلواني ما فعلتموه لأنه طائفي أو محرّض على الإرهاب.. فعلتم ذلك ربما لأنه رفض أن يكون طوع بنانكم كما فعل الإرهابي مشعان.
 

المدى
العدد (2970) 30/12/2013

 

 

free web counter