| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس 2/2/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

نحو 25 شباط جديد

عدنان حسين

في يوم ما من أيام المستقبل، سيضيف المؤرخون المنصفون يوم الخامس والعشرين من شباط 2011 الى قائمة الأيام المجيدة في تاريخ العراق الحديث باعتباره يوم انتفاضة شعبية على غرار ثورة العشرين ووثبة كانون الثاني 1948 وانتفاضة تشرين الثاني 1952 وثورة 14 تموز 1958وثورة أيلول (الكردية) 1961 وحركة تموز 1963 (حسن سريع ورفاقه) وانتفاضة آذار 1991 وسواها.

ما حدث في الخامس والعشرين من شباط 2011 كان انتفاضة شعبية عامة شاملة، امتدت من الشمال (الموصل) الى الجنوب (البصرة) واشتركت فيها جماعات مدنية وسياسية من مختلف الاتجاهات ومن شتى الفئات والطبقات الاجتماعية ... شعاراتها عكست تطلعات ملايين العراقيين نحو طي صفحة الماضي البغيض الطويل، والانطلاق نحو عهد الحرية الحقيقية والديمقراطية الحقيقية والمواطنة الحقيقية.
في مقدم الشعارات كانت المطالبة بإصلاح النظام السياسي وتقويم العملية السياسية القائمة على معادلة مختلّة على نحو فاضح وفادح، هي معادلة المحاصصة الطائفية والقومية والتوافق بين أمراء الطائفية والحرب والميليشيات الظاهرة والمستترة.
وبالمستوى نفسه من الأهمية جاء مطلب مكافحة الفساد المالي والإداري المتفشي في دواوين الدولة قاطبة من أعلاها الى أدناها، والذي يلتهم حصة أغلبية الناس الساحقة من طعامهم وملبسهم ومسكنهم وصحتهم وتعليمهم وخدماتهم الأساس وتنميتهم.
توفير فرص العمل ومكافحة البطالة القاتلة بين الشباب وتأمين خدمات الكهرباء والماء والسكن والصحة والتعليم والنقل والبلدية ، كانت هي الأخرى شعارات كبيرة لمتظاهري 25 شباط وما بعده وأهدافاً نبيلة لهم ولملايين العراقيين من خلفهم.
جمعة الخامس والعشرين من شباط 2011 وما بعدها كانت أيضاً ملحمة نضالية مجيدة، فآلاف الشباب والنساء والشيوخ تحدّوا قمع الحكومة الذي بدأ بمنع التظاهرات وتأليب القوى السياسية والمؤسسات الدينية ضدها وتوجيه اتهامات باطلة للمبادرين اليها والمنخرطين فيها وفرض حال منع التجوال، ولم ينته بمواجهة التظاهرات بالبطش من استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين وقتل واصابة البعض منهم الى ملاحقة الناشطين واعتقالهم وإساءة معاملتهم على النحو الذي كان يجري في عهد نظام صدام حسين.
من المفرح أن تتنادى هذه الأيام مجموعات من الشباب المتصلة في ما بينها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإحياء ذكرى ذلك اليوم الوطني المجيد، فمن المهم تمجيد تضحيات الشهداء الذي سقطوا والعمل على إنصاف عوائلهم وعوائل الجرحى والمتضررين من القمع الحكومي لتظاهرات تلك الجمعة والجمع اللاحقة.
من اللازم ان تجري مراجعة لما تحقق وما لم يتحقق من وعود الحكومة والقوى السياسية المهيمنة على الحكومة والبرلمان بالتجاوب مع شعارات المتظاهرين ومطالبهم، وتجديد الدعوة لإصلاح النظام السياسي الذي يبدو الآن في حال أسوأ بكثير مما كان عليه قبل سنة، عشية اندلاع تظاهرات 25 شباط.
الحكومة طلبت مئة يوم، وبعد ثلاثة أسابيع فقط يكون قد مرّ 365 يوماً وكل شيء على حاله بل أكثر سوءاً على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا في حد ذاته يستحق حركة احتجاج أخرى وانتفاضة سلمية جديدة للاعلان بان الشعب لم يزل في حال الغضب.
 

المدى
العدد (2382) الخميس 2/2/2012



 

 

free web counter