| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 2/7/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

إلى عمليات بغداد .. مع التحية

عدنان حسين

مات صدام حسين ولم يقرّ البتة بأنه ارتكب خطأ أو خطيئة أو أنه فشل أو خسر أو اندحر، فكل ما فعله كان صواباً في صواب ونصراً يقود إلى نصر، حتى إن الاسم الأكثر هوى في نفسه من بين أسماء الله الحسنى التي انتحلها لنفسه ونسبها إليه: المنصور.

لكن قصة النجاح الذي لا يعرف الفشل والنصر الذي لا يعرف الهزيمة لم تنته فصولاً بإعدام صدام، ففي العهد الجديد أيضاً لدينا هيئات ومؤسسات وقيادات تصرّ على أن تترسّم خطى قيادتها البائدة في أن تقدّم نفسها على انها منتصرة ومنصورة وخططها صائبة لا يعرف الخطأ طريقه إليها، وتطبيقها ناجح للغاية إلى درجة انه يمكن للبريطانيين أن يضبطوا عليه حركة ساعتهم التاريخية (بيغ بينغ).
واحدة من هذه المؤسسات قيادة عمليات بغداد التي قدّمت لنا، غداة انتهاء زيارة مرقد الإمام موسى الكاظم في ذكرى استشهاده، إعلاناً كامل الدسم بان الخطة الأمنية التي وضعتها وطبّقتها أثناء هذه المناسبة كانت ناجحة للغاية بدليل ان الأسبوع المنقضي بانتهاء الزيارة لم يشهد أي خرق أمني بحسب تصريح الناطق باسم هذه القيادة اللواء قاسم عطا. لكن الواقع غير هذا فالخطة المُطبقة ليست هي الخطة المعلن عنها على لسان اللواء عطا الذي وعد بخطة تحقق "انسيابية" مرورية تكون فيها جميع الطرق والجسور مفتوحة.
الذي حصل إن بعض القوات التي تركت لها حرية التصرف في وضع الطرق عمدت إلى أسهل الحلول، بل أسوأها، بقطع العديد من الطرق، وكذلك الجسور، وفي يوم واحد، هو يوم الجمعة قبل الماضي الذي سبق يوم الزيارة بأربعة أيام، قطعت هذه القوات في وقت واحد ثلاثة جسور متجاورة هي الصرافية والأعظمية والأئمة بالاتجاه من الرصافة إلى الكرخ، ما تسبب في تقطّع السبل بآلاف الناس وبزحام مروري خانق في الطرق المؤدية إلى هذه الجسور في جانب الرصافة. كما أن خطة قيادة عمليات لم تضع في الحسبان فتح طرق بديلة للطرق التي منع مرور السيارات فيها من أجل تأمين مرور الزائرين.
نعم تأمّنت الزيارة لملايين الناس على نحو جيد، بيد أن هذا كان على حساب حرية وحقوق ملايين أخرى من الناس الذين تضررت مصالحهم وتعطلت معاملاتهم على مدى خمسة أيام، من السهل مثلاً فرض حظر عام شامل في العاصمة أو غيرها من المدن لمدة شهر كامل لمنع وقوع أي خرق أمني، لكن هل هذه خطة ناجعة؟
تخطئ قيادة عمليات بغداد كثيراً إن أخذت ما يوجه إليها من نقد يتصل بعملها على انه عبث كلامي أو مناكدة أو مناكفة لها... يهمّنا أن تحقق هذه القيادة وسائر القيادات الأمنية في البلاد نجاحاً منقطع النظير في وضع الخطط الأمنية وفي تطبيقها بما يكفل القضاء على الإرهاب وسائر أشكال الجريمة، فهذه هي الأمنية الأعز على كل عراقية وعراقي، لكن لا بدّ أن يؤخذ في الاعتبار عند وضع هذه الخطط وتطبيقها عدم التجاوز بأي شكل من الأشكال على حريات وحقوق ومصالح أي مجموعة من الناس ولو بتعداد ألف شخص.


العدد (2178) السبت 2/07/2011






 

 

 

free web counter