| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 2/8/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

سرّ البيضاني.. وإن طال الزمن!

عدنان حسين

رئيس مجلس الأمناء في شبكة الإعلام العراقي السيد حسن سلمان إداري فاشل ولا يصلح لأن يكون على رأس المؤسسة التي يقودها منذ بضع سنوات. سأعطي للسيد سلمان كل الحق في أن ينزعج أو يغضب لهذا الكلام، فلا بدّ انه يرى نفسه وعمله غير ذلك.

من حق السيد سلمان أن ينزعج ويغضب لأنني لا أقيم الدليل على ما أقول ولا أقدم الحجة، وعلى هذا فان كلامي في حقه يكون مجرد مزاعم واتهامات غير مسندة بما يؤكدها.
لا وثيقة لديّ تثبت أن السيد سلمان فاشل حقاً، مع إنني اعتقد أن شبكة الإعلام كانت ولم تزل فاشلة، أو في الأقل غير ناجحة، بالمقارنة مع حجم تمويلها، فثمة مؤسسات إعلامية عراقية وعربية وأجنبية أقل تمويلاً لكنها ناجحة. وقد كتبت غير مرة عما يفترض أنها درة الشبكة، قناة العراقية، معتبراً أنها فشلت في خدمة الشعب العراقي والتعبير عن قضاياه وتجسيد معاناته مع الإرهاب والفساد المالي والإداري وسوء الإدارة الحكومية ونقص الخدمات وسوى ذلك.
وبالطبع فان فشل أي من مؤسسات الشبكة يُسجل على مجلس أمناء الشبكة ورئيس المجلس أيضاً، لكنني في الواقع لا أستطيع أن أقطع بان السيد سلمان هو من يتحمل المسؤولية عن هذا الفشل، فقد يكون من مسؤولية غيره، وقد افتتحت هذا العمود بالقول إن السيد سلمان إداري فاشل فقط لتبيان ان الطعن في كفاءة شخص ما يظل زعماً واتهاماً ما لم يستند إلى ما يثبته من وقائع دامغة ووثائق صحيحة.
ومناسبة هذا الكلام أن السيد سلمان عندما أعلن قرار مجلس أمناء الشبكة بعزل رئيس تحرير صحيفة "الصباح" الزميل عبد الستار البيضاني من منصبه وإنهاء تنسيبه إلى الشبكة، لم يقدّم الوقائع الواضحة، ناهيكم عن الدامغة، ولا الوثائق التي تؤكد ما راح إليه السيد سلمان ومجلسه باتهام الزميل البيضاني بـ"عدم الكفاءة في الإدارة" تبريراً لقرار المجلس.
السيد البيضاني ليس قريباً لي، ولا هو من الكتلة الانتخابية التي أؤيدها (لم أدل بصوتي إلا في انتخابات الجمعية الوطنية بسبب حرمان المنفيين من حق الانتخاب في انتخابات مجلس النواب الأولى ووجودي في بلد ليس فيه مركز انتخابي في المرة الثانية)، بل إنني لم ألتق الزميل البيضاني الذي أقدّر إبداعه المميز إلا سريعاً في مناسبتين الأولى منذ سنوات في لندن والثانية في بغداد غداة تعيينه رئيسا لتحرير "الصباح".
نحن أهل مهنة الصحافة والكتابة نعرف مواصفات الإدارة الجيدة والإدارة السيئة في مؤسسة إعلامية، وببساطة فان الإدارة الجيدة تتجسد ايجابياً في عمل المؤسسة والخدمة التي تقدمها، فيما الإدارة السيئة ينجم عنها نقيض ذلك. ولا بدّ أن الزميل البيضاني كان مديراً (رئيس تحرير) ناجحاً في مجلة الشبكة بدليل انها تحوّلت في عهده من مطبوع فاشل إلى مجلة ناجحة. وبالتأكيد أن ذلك النجاح هو ما جعل مجلس الأمناء يختاره منذ أشهر قليلة فقط لرئاسة تحرير "الصباح" من بين مئات الصحفيين والكتاب العاملين في الشبكة وخارجها.
وإذا لم يكن الأمر كذلك فلا بدّ انه كان سوء اختيار وقرار من مجلس الأمناء، وبينهم السيد سلمان، ولا بدّ انه ليس سوء الاختيار والقرار الأول للمجلس ورئيسه.
قرار مجلس الأمناء في حق الزميل البيضاني متعسف وفق كل المعايير والأخلاقيات المهنية. وهذا التعسف هو جزء من حال التعسف السائدة في دولتنا ومنها قطاع الإعلام الذي يفتقد إلى القوانين الضامنة لحقوق العاملين فيه، وهذا بالذات ما دفع المئات من الصحفيين والإعلاميين إلى المطالبة الملحّة بإعادة صياغة مشروع قانون حماية الصحفيين على نحو شامل وجوهري ليكون قانوناً يكرّس حقوق الإعلاميين وأولها حقهم في الحصول على المعلومات بحرية وحقهم في بث هذه المعلومات بحرية وحقهم في التعامل معهم بكرامة ومنع الفصل الكيفي والسياسي لهم.
الكلام العمومي الذي تضمنه بيان مجلس الأمناء بشأن عزل البيضاني يشي بشيء مختلف تماماً، له رائحة غير مستساغة وربما كريهة، سنعرفه وإن طال الزمن.
 


العدد (2209) الثلاثاء 2/08/2011






 

 

 

free web counter