| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 2/10/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

أقصر الطرق لعودة البعث

عدنان حسين

من المؤكد أن الكثير من الذين استمعوا أمس إلى كلمة رئيس الوزراء نوري المالكي اتفقوا معه في ما قاله من إن "العراق مازال في دائرة الخطر الحمراء من عودة حزب البعث وأزلامه إلى الحكم والتسلل إلى العملية السياسية"، فهذه قضية واضحة للعيان ولا يحتاج تأكيدها أو إثباتها للكثير من النقاش والجدل.

والسؤال المنطقي هنا: كيف يمكن لحزب أن يعود إلى السلطة في بلد تسبب هو في خرابه؟
هذا السؤال لم يطرحه السيد المالكي في كلمته لكنه لمّح إلى مسؤولية "بعض الجهات والأطراف" في ذلك، وهو يقصد هنا جهاتٍ وأطرافاً تشارك في العملية السياسية. وبصريح العبارة فانه يعني ائتلاف العراقية الذي يشكّل فيه فلول النظام السابق والراغبون بعودته قوة محورية أو قوته المحورية.
لكنني أظن أن الخطر الأكبر كامن في الفشل الذاتي... فشل النظام القائم الآن، أي أن أكثر ما يهدد بفشل عملية انتقالنا إلى النظام الديمقراطي وبعودة النظام السابق أو قيام أي نظام مثيل، هو السلوك غير السليم لقوى النظام الجديد. السيد المالكي أشار في كلمته إلى جزء من هذا السلوك بالقول "بعض الجهات والأطراف لم تُدن أو تستنكر لليوم ومنذ 2003 ما فعله حزب البعث البائد وما ارتكبه من جرائم بحق أبناء الشعب العراقي ومسؤوليته عن خراب البلد، لا بل البعض يفتخرون بأعمال النظام السابق". هذا جزء من الحقيقة، وهو جزء يسير. هناك أجزاء أخرى أكثر خطورة، فالفساد المالي والإداري المنفلت واستمرار التدهور المريع في مستوى المعيشة والخدمات العامة وفي وطنية الطبقة السياسية المتنفذة، كلها عوامل قوية تساعد على كبح قيام النظام الديمقراطي الذي يمنع عودة النظام السابق أو قيام نظام مثيل.
لن استغرق طويلاً في الدفاع عن وجهة النظر هذه. أضع أمام أنظار رئيس الوزراء ومساعديه ومستشاريه وعموم أفراد الطبقة السياسية الحاكمة ومعهم قراء الصحيفة الكرام، خلاصة آخر تقرير دولي يؤكد أن سمعة نظامنا السياسي تستقر في الحضيض.
التقرير الذي أصدرته مؤسسة "ريبوتايشن إنستتيوت" الأميركية أفاد بان كندا والسويد وأستراليا وسويسرا ونيوزيلندا تربّعت على عرش السمعة الأفضل بين 50 دولة في العالم. وفي المقابل فان العراق وإيران وباكستان جاءت في أسفل القائمة باعتبارها الدول الأسوأ سمعة.
الدول الأفضل تحققت سمعتها بفضل ثقة الناس وتقديرهم وإعجابهم بدولتهم لجودة الحياة والأمن فيها واهتمامها بالبيئة ونظامها السياسي المتطور وصلابة ديمقراطيتها وقيمة ناتجها الإجمالي المرتفعة.
أما السمعة الأسوأ التي حظي بها العراق وإيران وباكستان فتأتت من واقع تفشي الفساد والمحسوبية في المؤسسات الحكومية وسوء الخدمات العامة.
ورأى التقرير أن الاختلاس المالي الهائل في الأجهزة الحكومية العراقية أضر بالمستوى المعيشي للعراقيين بشدة، حيث تفيد إحصائيات الأمم المتحدة أن نحو نصف الشعب العراقي يعيش تحت خط الفقر، واستنتج أن الأوضاع التي تسود البلاد في هذا المجال أسوأ مما كانت عليه في العقود الماضية تحت حكم صدام حسين.
هذا هو أقصر الطرق لعودة النظام السابق أو ما يماثله يا دولة الرئيس.
 


العدد (2265) الأحد 2/10/2011






 

 

 

free web counter