| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 2 / 4 / 2014                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

بعدما اجتاحتنا داعش!

عدنان حسين    

قبل ثلاثة أشهر بالضبط كتبت عموداً في هذه المساحة وضعت له عنوان "قبل أن تجتاحنا داعش"، أعربت فيه عن الخشية من أن تتمدد داعش إلى أبعد من الرمادي والفلوجة اللتين اجتاحهما مسلحو التنظيم الإرهابي، وعرضتُ على رئيس مجلس الوزراء اقتراحاً بالدعوة الى اجتماع أو مؤتمر سياسي لبحث خطر الاجتياح الداعشي ومستلزمات مواجهته. كتبتُ: "يتوجب عليه (السيد المالكي) المبادرة للدعوة الى عقد اجتماع أو مؤتمر سياسي يضم الحلفاء والمعارضين، وحتى الخصوم إن أمكن، بحثاً عن حلّ قبل أن تتفاقم المشكلة بدرجة أكبر وتصبح النتائج أكثر كارثية، فنصحو ذات صباح مثلاً لنجد ان إرهابيي داعش وسواهم قد بلغوا قلب بغداد أو تمترسوا في بعض أطرافِها".

والآن، وقد" وقع الفاس في الراس"، فان مطلب المؤتمر أو الاجتماع لم يعد عملياً، ليس فقط لأن السيد المالكي والمحيطين به لا يروق لهم أمر كهذا، وإنما أيضاً لأننا أصبحنا الآن أمام استحقاق آخر، هو انتخابات البرلمان، الذي سينشغل به الجميع فلا يكترثون بأمر الاجتياح الداعشي.

مناسبة التذكير بما كتبته منذ ثلاثة اشهر، تصريح القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني إبراهيم باجلان أمس (السومرية نيوز) بأن الوقت قد حان لعودة قوات البيشمه ركة الى المناطق المتنازع عليها في محافظة ديالى لتعزيز الاستقرار الأمني قبل فوات الأوان، مبيناً ان إبعاد هذه القوات عن نواحي جلولاء- السعدية – قزانيه - قره تبه، العام 2008 كان خطأ استراتيجياً ارتكبته الحكومة الاتحادية، حيث تواجه هذه المناطق الان "تحديات أمنية خطيرة للغاية يمكن أن تضرب الاستقرار وتنفلت الأمور إلى حد لا تحمد عقباه"، لافتاً الانتباه الى "تنامي خطر انتشار المجاميع المسلحة في مناطق مترامية، باتت تشكل خطراً على منظومة الطرق وتقترب من حدود بعض الوحدات الإدارية".

أظن انه سيكون خطأ كبيراً التعامل مع هذه الدعوة من منظور أن صاحبها كردي وان القوات المراد إعادتها الى المناطق المهددة بخطر الاجتياح الداعشي كردية، فبديل دعوة السيد باجلان ترك هذه المناطق لتتحول الى مستوطنة إرهابية جديدة تُضاف الى مستوطنات داعش الحالية المتسعة باطراد.

لابدّ من أن نعترف بان قواتنا المسلحة فشلت في مواجهة الإرهاب.. أسباب الفشل كثيرة، والوقت ليس وقت محاكمة.. لنحدد الآن هل نستدعي البيشمه مركة للمرابطة في هذه المناطق بوصفهم جزءاً من الجيش العراقي أم نغلّب خوفنا الموهوم منهم فنترك هذه المناطق العراقية، عربية كانت أم كردية أم تركمانية، لتوسّع داعش فيها نفوذها وتلحقها بإمارتها؟
 


المدى
العدد (3047) 2/4/2014

 

 

free web counter