| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس 29/11/ 2012                                                                      

 

شنــاشيــــل :

ألستم من لحم ودم ؟

عدنان حسين      

من المفترض أنهم يشبهوننا .. مثلنا من لحم ودم ومشاعر وأحاسيس.. يأكلون ويشربون ويلبسون .. يضحكون ويبكون .. يسترخون وينامون .. يستمعون الى الراديو ويشاهدون التلفزيون ويتأثرون ببرامجهما ويتفاعلون معها، بما فيها الاخبار ومنها أخبار الانتفاضة المصرية الثانية في غضون أقل من سنتين، وهذه المرة ضد الفرعون الجديد (الاخواني) محمد مرسي.

من أعنيهم هم قيادات الاحزاب السياسية والمنظمات المهنية الذين صدعوا رؤوسنا بمعارضتهم لرئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ومناهضتهم لسياساته وقراراته ومواقفه وتصرفاته التي أقل ما يمكن أن يقال فيها انها تعكس نزعة واضحة لاحتكار السلطة واتجاهاً ملحوظاً للتفرد والاستبداد، بالضبط كما هي حال الفرعون المصري الجديد (الاخواني).

هؤلاء القيادات، ومعظمهم ممن يضع رجلاً في الحكومة وأخرى في المعارضة في مفارقة تعكس ذاتيتهم وأنانيتهم وطمعهم وانصرافهم عن شؤون الوطن والمواطن الى شؤونهم الشخصية والحزبية والطائفية، لابد انهم تابعوا مجريات الانتفاضة المصرية التي قادتها الاحزاب والهيئات والمنظمات المدنية للتصدي لفرمان الفرعون المصري الجديد (الاخواني) بتشريع دستوره الفردي الخاص (الاعلان الدستوري) .. كل المجتمع المدني المصري هب في وجه الفرعون الجديد (الاخواني) .. قادة الاحزاب والنقابات والمنظمات المصرية ضربوا المثل الحسن وقدموا الأنموذج الطيب للوطنية الحقة بتصدرهم الاحتجاجات والنزول الى الشارع، بخلاف قيادات أحزابنا ومنظماتنا الذين يؤثرون السلامة في الغالب .. يكتفون بالتفرج على ما يجري ويدور.

لدينا هنا في العراق مئة سبب وسبب، وربما الف سبب وسبب، أكثر مما لدى المصريين للاحتجاج والاستنكار والمعارضة والمناهضة والنزول الى الشوارع والميادين لما تفعله دولتنا.. من انتهاك الدستور، بل تعطيل أحكامه بالكامل، الى سرقة المال العام علناً، الى الحنث باليمين، الى الانقلاب على الاتفاقات والتفاهمات، الى ممارسة الفساد المالي والاداري بمئة شكل وشكل، الى الكذب والتدليس والتزوير.

السؤال الذي يحيّرني: عندما يسترخي قادة احزابنا ومنظماتنا في مكاتبهم أو صالات بيوتهم ويتفرجون على برامج التلفزيون ونشرات أخباره التي تتصدرها أخبار الانتفاضة المصرية الجديدة على الفرعون الجديد (الاخواني)، كيف يفكرون؟ هل يقارنون بين ما يفعله قادة الاحزاب والنقابات والمنظمات المدنية في مصر وبين ما يفعلونه هم؟ هل، وهم يقومون بمثل هذه المقاربة، يشعرون بالخجل ويعتريهم الحياء إذ يرون انفسهم في الدرك الاسفل من الممارسة السياسية؟

من المفترض ان يكون لدى قياداتنا السياسية والنقابية والمجتمعية مثل هذا الشعور وهم يرون مواطنيهم العراقيين يكابدون ما يكابدون ويعانون ما يعانون منذ عشر سنوات أكثر بمئة مرة ومرة مما يعانيه المصريون ويكابدونه الان مع فرعونهم الجديد (الاخواني).

من المفترض ان يكونوا كذلك، الا اذا كانوا لا يشبهوننا وليسوا مثلنا من لحم ودم ومشاعر وأحاسيس.


المدى
العدد (2660)  29/11/2012



 

 

free web counter