| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء  29 / 10 / 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

البرلمان العجب

عدنان حسين      

تصريح: "ندين بأشد العبارات التفجيرات الإجرامية البشعة التي طالت أهلنا وأعزاءنا في مناطق عدة من بغداد والمحافظات والتي تعكس مدى وحشية وقسوة منفذيها من الظلاميين والمجرمين".

تصريح آخر: " ان الزمر الإرهابية أقدمت اليوم على تفجير عدد من السيارات المفخخة في العديد من الاحياء في العاصمة بغداد وراح ضحيتها العشرات من المواطنين الابرياء في تصعيد إرهابي جديد الهدف منه شل الحياة وإدخال اليأس في نفوس المواطنين وإيقاع اكبر خسائر بشرية".

ليس التصريح الاول لرئيس عشيرة تتخذ من الصحراء مسكناً لها، ولا الثاني لقائممقام أحد الاقضية القصية عند أطراف البلاد، فالأول هو لرئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، والثاني لنائبه الاول قصي السهيل، والمناسبة التفجيرات الارهابية التي هزّت العاصمة ومدن أخرى أول من أمس واسفرت عن ضحايا بالمئات (القتلى والجرحى وعائلاتهم التي ستُترك لمصيرها الكارثي) من مواطني البلاد غير الآمنين على حياتهم ومالهم وأعراضهم ومستقبلهم، بفضل دولتنا الفاشلة التي يُعدّ السيدان النجيفي والسهيل من أركانها الأساس.

إذن، كل ما خرج من رئاسة السلطة العليا في البلاد في هذه المحنة الجديدة، هو هذه الإدانة المُكررة للمرة الألف ربما، والتي لا تساوي أكثر من قيمة الورق الذي كُتبت عليه. والأعجب في تصريحي أو بياني رئيس البرلمان ونائبه الاول ان النجيفي "طالب الاجهزة الامنية بتقديم مبررات لهذه الخروقات المتكررة والتي يدفع المواطن يوميا دمه وحياته ثمنا لها، مؤكداً على ضرورة مراجعة كافة الخطط الأمنية والوقوف على مواطن الخلل والضعف فيها"، فيما السهيل "جدد دعوته إلى أهمية إعداد الخطط الأمنية الكفيلة باستتباب الأمن في عموم المحافظات إذ ان الملف الأمني يشهد ومنذ فترة تدهوراً خطيراً يتطلب من القيادات الأمنية والمسؤولين عن هذا الملف تدارك هذا التدهور والعمل من اجل الحد من نشاطات الجماعات الإرهابية".

جزيل الشكر والتقدير والامتنان لرئيس البرلمان ونائبه الأول لاختزالهما مهمة السلطة التشريعية والرقابية في البلاد بإصدار بيانات التنديد والاستنكار والمطالبة الخجولة بأن تقدم الأجهزة الأمنية "المبررات"! لاستمرار وتفاقم العمليات الإرهابية، وان تعمل قيادات هذه الأجهزة على "تدارك التدهور" في الملف الأمني!

وجزيل الشكر والتقدير والامتنان مرة أخرى لرئاسة البرلمان لأنها لا تخذل عائلات الضحايا وحدها، وإنما عموم الشعب العراقي الذي كان ينتظر أن يعقد مجلس النواب، بدعوة من رئاسته، جلسة استثنائية لمناقشة الوضع الأمني غير المعقول، واستدعاء القائد العام للقوات المسلحة ووزراء الدفاع والداخلية والامن الوطني وقادة الجيش والشرطة والاستخبارات لمحاسبتهم، أو معاتبتهم في الأقل، عن هذا الفشل العظيم للحكومة والوزارات الأمنية في أداء مهمتها الأساس وواجبها الرئيس المتمثلين بضمان الأمن للناس.

... وتستكثرون علينا المطالبة بتجريدكم من الرواتب والامتيازات الخيالية التي تتقاضونها؟.. هذا أدنى ما تستحقون.


المدى
العدد (2925) 29./10/2013

 

 

free web counter