| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 28/2/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

تصريح حكومي غير موفق

عدنان حسين  

كنت أتمنى لو أن الزميل والصديق علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء قد اهتم بشأن آخر يعطي فيه رأيه غير التعليق على التظاهرة الصغيرة التي خرجت يوم السبت في ذكرى اليوم العراقي المجيد، يوم التظاهرات السلمية المطالبة بحقوق الشعب المهدورة وحرياته المستباحة من الحكومة بكافة أطرافها وكتلها وائتلافاتها من دون أي استثناء.

السيد الموسوي اعتبر في تصريح له يوم الأحد أن القائمين على التظاهرات "فشلوا" في تحشيد أبناء الشعب العراقي وإقناعهم بمطالبهم، قائلاً إن "قلة عدد المتظاهرين يوماً بعد يوم في ساحة التحرير وسط بغداد أثبت فشل القائمين على التظاهرات في تحشيد المتظاهرين وإقناعهم بمطالبهم"، لينتهي إلى القول ما يبدو انه المغزى المطلوب من التصريح "إن الحكومة ليست وراء نقصان عدد المتظاهرين، فكل ما فعلته من نشر قوات أمنية في ساحة التظاهر كان لحماية التظاهرات، وليس لغرض قمع المتظاهرين".
لا أظن أن المستشار الحكومي كان موفقاً في تحليله، فتظاهرة يوم السبت لم تكن هي الفعالية التي تداعى إليها ناشطو التظاهرات لإحياء ذكرى يوم 25 شباط وتمجيد بطولة شهدائه وجرحاه ومعتقليه الذين نالوا من عسف الحكومة التي يتحدث الصديق الموسوي باسمها ما لا يختلف كثيراً عن عسف نظام صدام حسين.. أعرف ان هذه المقارنة تغيظ كثيرا السيد الموسوي وزملاءه ورؤساءه، لكن هذه هي الحقيقة، ففي 25 شباط 2011 وفي أيام كثيرة لاحقة تجاوزت الحكومة وأجهزتها الأمنية كثيراً على أحكام الدستور باستخدام أساليب القوة الغاشمة والقمع السافر لمنع انطلاق التظاهرات (خطاب رئيس الوزراء التحريضي عشية 25 شباط وفرض حال حظر التجوال في مرتين متتاليتين) وقمع المتظاهرين بعد تحديهم القرارات الحكومية وقتل وجرح العديد منهم وملاحقة واعتقال الناشطين من دون رخصة من القضاء وإساءة معاملتهم بتعذيبهم جسدياً وترهيبهم نفسياً، وهو ما حصل بدل المرة عشر مرات في الأقل على مدى عدة أسابيع، وهذا كله موثّق بالصورة والصوت وبشهادات الشهود العيان. فكيف يستقيم مع هذا قول الزميل الموسوي بأن إجراءات الحكومة ليست وراء نقصان عدد المتظاهرين وان نشر القوات الأمنية كان غرضه حماية المتظاهرين!؟
كنت أتمنى ألاّ يتورّط الزميل الموسوي في الدفاع عن نقطة سوداء في تاريخ هذه الحكومة، فثمة من يُراقب اليوم ويحاسب في المستقبل عن الشهادات غير الصحيحة.. انه التاريخ. وفي الواقع كنت أتمنى أن يحضر السيد الموسوي أو أي ممثل آخر لرئيس الوزراء يوم الجمعة الماضي حيث جرت تحت نصب الحرية في ساحة التحرير الفعالية الاستذكارية الرئيسية، ليقابل جزءاً كبيراً من نخبة البلد الثقافية والمدنية، وليقدم اعتذاراً – ضمنياً في الأقل– عن القمع الحكومي الذي حصل في 25 شباط 2011 وأيام عديدة لاحقة، فالحكومة بلسان رئيسها نفسه أعلنت غداة تظاهرات العام الماضي أن مطالب المتظاهرين وشعاراتهم صحيحة وسليمة ومشروعة وتعهدت بتحقيقها، نافية بذلك – ضمنياً- أن المتظاهرين بعثيون وقاعديون كما جاء في بيان رئيس الحكومة عشية انطلاق التظاهرات.
بدل التعبير عن شعور بالانتصار على المتظاهرين، كنت أتمنى أن يهتم الزميل علي الموسوي بقضايا جوهرية تتصل بحياة الشعب العراقي وبهمومه الثقيلة وبأحوال البلد التي لا تسرّ إلا الأعداء. وعلى سبيل المثال فأنه بينما كان الموسوي يُطلق تصريحه هذا كانت وسائل الإعلام تتناقل خبراً جديداً يتحدث عن مكانة العراق المتأخرة للغاية في مؤشر الأداء البيئي (EPI) الصادر عن جامعة ييل الأميركية والذي يُظهر ان العراق في وضع صعب على صعيد التدهور البيئي، وقضايا إدارة المياه، وتلوث الهواء، حيث "لا تنخفض لديه معايير الأداء بل أنها في تراجع مستمر".

هنا رابط التقرير الكامل للمؤشر لمن يرغب في الإطلاع.
http://epi.yale.edu/downloads
 

المدى
العدد (2408) الثلاثاء 28/2/2012



 

 

free web counter