| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 28/11/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

وماذا عن عنف الدولة؟

عدنان حسين

الاحتفال الذي نظمته وزارة الدولة لشؤون المرأة لمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة (أول من أمس) كان ناقصاً، مع انه جرى بحضور عدد من كبار المسؤولين بينهم رئيس الوزراء في علامة إيجابية على أن دولتنا تناهض، ولو شكلياً أو لفظياً، العنف ضد النساء.

كل ما قيل في الاحتفال كان في غاية الجمال، فوزيرة شؤون المرأة السيدة ابتهال كاصد الزيدي، مثلاً، أفادت بأن خُمس نساء البلاد يتعرضن لعنف جسدي ومعنوي "مما يشكل خطراً كبيراً على الأسرة والمجتمع".. بالطبع هذا هو الرقم الرسمي، وفي العادة فان المعطيات الرسمية عن الاشياء الإيجابية، من وجهة نظر الحكومة، تكون مُضخّمة فيما المعطيات بخصوص الجوانب السلبية تأتي مُقزّمة، وشخصياً لا أتردد في التعبير عن اعتقادي بان أكثر من نصف النساء في بلادنا، وليس فقط 20 بالمئة، يتعرضن إلى العنف من عوائلهن ومن المجتمع ... ومن الدولة كذلك.
نعم الدولة هي طرف آخر من أطراف العنف ضد المرأة، فالأجهزة الحكومية، بما فيها أجهزة الشرطة والأمن، لا تتورع عن إهانة النساء أيضاً على النحو الذي كان يجري زمن النظام السابق.
في الأسبوعين الماضيين تداول عراقيون عبر بريدهم الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي فيديو يُصوّر واقعة داخل أحد مراكز التحقيق الحكومية (قيل إنها في محافظة واسط).. والتحقيق كان يجري مع شابة يافعة عُصبت عيناها، متهمة بقتل شخص (سيد) قالت انه وعدها بالزواج ومارس الجنس معها ثم تنصل من وعده.. من الواضح أن المحققين كانوا منحازين تماماً إلى "السيد" الناكث عهده المُبرأ من فعل الزنى، فيما كانوا متحمسين ضد الفتاة التي بدلاً من أن يقوم المحققون بدورهم المفترض بطرح الأسئلة عليها، كانت تتعرض إلى السباب بأقذع الكلمات من المحققين الذين كانوا يرددون ألفاظاً نابية وفاحشة من المفترض ألا تُسمع سوى في المواخير وبيوت الدعارة من الدرجة العاشرة.
وخلال احتفال أمس الأول عُرض فيلم قصير يصوّر مشاهد لنساء تعرضن للعنف. لم أكن حاضرا الاحتفال، لكن بوسعي أن أحزر أن الفيلم عرض مشاهد عن العنف الأسري الذي قالت السيدة الوزيرة انه "أخطر أنواع العنف ضد المرأة". وربما على طريقة أفلام الـ "أكشن" انتهى الفيلم بظهور "المُنقذ" أو "المُخلّص"، رجل الشرطة!. كنت أتمنى لو عرض في الاحتفال أيضاً فيلم التحقيق المتداول عبر الانترنت لتكتمل صورة العنف الذي تواجهه العراقيات بشقيه المجتمعي والحكومي.
نعم أن "مقاومة العنف (ضد النساء) تحتاج إلى تشريعات فاعلة، مثلما تحتاج الى التربية والتوعية والإصلاح"، كما قال رئيس الوزراء في الاحتفال، لكن هذا هو نصف الحقيقة، أما النصف الآخر فيكمن في الحاجة إلى إجراءات حازمة من أجهزة الدولة ضد القائمين بالعنف وأولهم عناصر الأجهزة الحكومية، وهذا ما يُفترض أن تقوم به حكومة ذات ضمير وحس وطني.. عادلة ومنصفة .. هل لدينا مثل هذه الحكومة؟
من يرغب في الوقوف بنفسه على واقعة مركز التحقيق الحكومي بتفاصيلها الصاعقة المشينة يمكنه استعمال الرابط التالي الذي أتمنى أن يشاهده رئيس الوزراء ووزيرة شؤون المرأة ليروا أين نحن بالضبط:


http://www.youtube.com/watch?v=wCa1J00rJYU


العدد (2316) الأثنين 28/11/2011



 

 

free web counter