| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 28/5/ 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

بلطجة على أعلى المستويات!

عدنان حسين    

على صفحة كاملة نشرت صحيفة "الأهرام" المصرية اعلاناً بالالوان الأربعة من شركة المعادي للتنمية والتعمير (جزء من الشركة القومية للتشييد والتعمير). ما الغريب في هذا وكل شركات العالم تنشر إعلانات في الصحف بأحجام تصل أحياناً الى صفحتين كاملتين؟
ما لفتني في اعلان "الاهرام" هذا انه موضوع تحت عنوان "نداء واستغاثة"، ومُوقّع من رئيس مجلس ادارة الشركة واللجنة النقابية للعاملين فيها. والنداء والاستغاثة موجهان الى الرئيس المصري محمد مرسي ورئيس وزرائه هشام قنديل والى وزيري الداخلية والاستثمار ومحافظ القاهرة والنائب العام. والشركة صاحبة الإعلان تستغيث بهؤلاء من "المتعدين" على قطعة ارض لها مساحتها حوالي 36 فداناً و5 قراريط و10 أسهم.
وكما جاء في إعلان النداء والاستغاثة فانه "أثناء ثورة 25 يناير 2011 وبعدها وبسبب حالة الانفلات الأمني التي مرت بها البلاد قام البلطجية والخارجون على القانون بالدخول بالقوة في هذه الأرض وانزال مواد بناء وقاموا بالفعل بالبناء عليها بإقامة منشآت وأسوار ومباني وأبراج سكنية شاهقة (الأخطاء اللغوية في الأصل) بسبب موقعها المتميز على كورنيش النيل بالمعادي وذلك بالمخالفة للقوانين قاصدين بذلك المكسب السريع غير عابئين بمصالح الوطن".
ويشير اعلان الاستغاثة الى صدور قرارات حكومية بإزالة هذه التجاوزات لكنها لم تأخذ طريقها الى التنفيذ، والى ان الشركة سبق وأن ناشدت الرئيس مرسي "التدخل وتفعيل القرار الوزاري الصادر لاعادة الحق الى اصحابه وحماية المال العام".
اذن هي قضية مجموعة من "البلطجية" والخارجين على القانون استغلت ظروف الثورة المصرية واستحوذت على قطعة الارض المذكورة وأقامت عشوائياتها عليها.
عندنا في العراق قصة مماثلة ولكنها أكبر بكثير، فثمة الآلاف من الفدادين وعشرات الالاف من القراريط ومئات الآلاف من الاسهم التابعة للدولة قد جرى الاستحواذ عليها، ليس فقط في العاصمة بغداد وانما في كل مدن البلاد من دون استثناء. وهي ليست أراضي متروكة كأرض الشركة المصرية، وإنما عقارات مشيّدة عليها مبانٍ كبيرة كانت تشغلها دوائر حكومية وحزبية في عهد النظام السابق، وبيوت وفلل وقصور فخمة كانت لاقطاب ذلك النظام. ومن استحوذ عليها بعد سقوط النظام البائد ليسوا "بلطجية"، وانما الاحزاب الحاكمة وقياداتها، وبخاصة الاحزاب الاسلامية (الشيعية والسنية سواء بسواء) التي من المفترض انها تخشى الله وتتجنب الحرام أكثر من غيرها وما "تعلّم على الصلاة وما تصلي".
هذه العقارات نحتاج الى آلاف الصفحات الكاملة في الصحف لتغطية النداءات والاستغاثات المطلوبة من اجل اعادتها الى اصحابها الشرعيين: الشعب. ولكن من يكون المُنادى ومن يكون المستغاث به اذا كان سلاطين دولتنا هم من قاموا بما قام به في مصر "البلطجية" والخارجون عن القانون؟


المدى
العدد (2808) 28/5/2013

 

 

free web counter