| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس 26/1/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

مسلسلان ببطاقة واحدة.. لكن غير مسليين!

عدنان حسين

شتاء هذا العام بارد نوعاً ما. وما يزيد من الشعور بزمهريره النقص الفادح المتواصل في الطاقة الكهربائية. وعادة ما يلزم الناس بيوتهم في ليالي الشتاء، يتابعون برامج التلفزيون، وبخاصة المسلسلات الدرامية التي تُفسدها الانقطاعات المتتالية المدوّخة للكهرباء.

لكن هذا الشتاء لم يشهد حتى الآن مسلسلاً تركيا أو سورياً مثيراً للاهتمام .. والمسلسلات العراقية مقروء عليها السلامة منذ زمن بسبب النقص الفادح أيضاً في التخصيصات المالية التي يعصف بها تسونامي فساد لا يريد أن يتوقف أو يهدأ في الأقل. ويبدو انه لهذا السبب أعدّت لنا نخبتنا السياسية الحاكمة (المكونة من قادة وممثلي كل كتل البرلمان والحكومة وائتلافاتهما وتياراتهما) ما يعوّض عن هذا الغياب الدرامي بمسلسل من إعدادها وإخراجها وتمثيلها وديكورها وماكياجها واكسسواراتها، ومن إنتاجها أيضاً ولكن على نفقة الشعب وحسابه، وهو من نوع المسلسلات الطويلة جداً التي شهدنا مثيلاً لها في العامين السابقين.
في العام 2010 عرضت علينا هذه النخبة مسلسلاً مطولاً توفرت فيه كل عناصر الدراما من إثارة وتشويق، لكنه لم يكن ساراً، بل مزعجاً وقوبل بكراهية واسعة من الجمهور، وهو مسلسل "الكتلة الأكبر" الذي استغرق عرضه الممل العام بأكمله تقريباً وانتهى بما قيل للناس انها نهاية سعيدة، هي تشكيل "حكومة الشراكة الوطنية".
وفي العام الماضي أتحفتنا هذه النخبة من جديد بمسلسل آخر غير سار بل مزعج أيضا هو مسلسل "المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية" الذي لم تُعرض حلقته الأخيرة بعد، وربما ضاعت بعدما بدأت هذه النخبة بعرض مسلسلين في آن واحد، على غرار ما كانت تفعله أيام زمان معظم دور السينما، وبخاصة الشعبية، بعرض "فيلمين ببطاقة واحدة"، مع فارق كبير ان افلام البطاقة الواحدة كانت سارة ومسلية.
المسلسلان الحاليان معروضان مجاناً، لكن بتكلفة نفسية ومادية هائلة على جمهور "المشاهدين" المعطلة مصالحهم والممتلئين قلقاً وخشية من أن تكون النهاية دامية، الأول عنوانه "طارق الهاشمي" والثاني"المؤتمر الوطني".
يمكن أن يستمر العرض الممل لكل من المسلسلين، ثمانية أشهر مثلما جرى مع مسلسل الكتلة الأكبر، أو سنة كاملة وأكثر كما حدث مع مسلسل مجلس السياسات، وقد يستمر العرض حتى موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد نحو سنتين، إذ يبدو ان التجربتين السابقتين كانتا مسليتين لنخبتنا الحاكمة بمختلف كتلها وائتلافاتها وتياراتها، ويبدو أن هذا ما شجعها على خوض تجربة "مسلسلين ببطاقة واحدة".
مَن لهذا الشعب الذي يأتي شتاؤه بارداً نوعاً ما هذا العام ويملؤه الخوف من أن ينتهي ساخناً للغاية ومكلفاَ للغاية.
 

المدى
العدد (2375) الخميس 26/1/2012



 

 

free web counter