| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 26/5/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

من بريد العم "ياهو"!

عدنان حسين   

تكرّمت عليّ زميلة وصديقة بخبر مصور مثير للاهتمام حمله اليّ أمس العم "ياهو" ، ساعي البريد الإلكتروني الأول في العالم. والخبر بكل بساطة يتعلق بأول اجتماع للحكومة الفرنسية التي شكّلها للتو الرئيس الجديد فرانسوا هولاند الذي تبادل السلطة مع سلفه نيكولا ساركوزي بلمح البصر على طريقة الفرسان النجباء النبلاء الكرام.
الخبر يقول ان منشوراً بصفحتين اثنتين وُزّع على أعضاء حكومة هولاند الأولى في اجتماعهم الأول، وطُلب اليهم أن يوقعوا عليه متعهدين بتطبيقه والتقيّد ببنوده.
وممّا جاء في المنشور:
- يُمنع على كلّ وزير إجابة أيّ دعوة شخصيّة تأتيه من الخارج سواءً من حكومات أو أشخاص.
- يجب على كلّ وزير أن يُعيد إلى الدولة كلّ هديّة يتحصّل عليها من أشخاص تفوق قيمتها 150 يورو (200 دولار أميركي).
- يُحظر على كلّ وزير أيّ تدخّل لصالح فرد من عائلته أو أقاربه.
ويحيط المنشور الوزراء علماً بأن الدولة الفرنسية لا تتحمّل إلا المصاريف التي يحتاج إليها الوزراء في مهماتهم الرسمية ضمن وظيفتهم ولا تتحمّل أيّ مصاريف أخرى.
ويتطرق المنشور الى الحماية الأمنيّة للوزراء مؤكداً انها "يجب أن تكون مبرّرة ولأسباب استثنائية، أمّا في العادة فيجب أن تكون تنقّلاتهم في سيارة الوظيفة سرية ومع احترام قوانين السير على الطرقات".

ويختم المنشور بوصية ثمينة تشدّد على أنّ "العلاقة بين المواطن والحكومة هي علاقة ثقة، وإذا وقع تجاوز حتى ولو بصفة فرديّة فإنّ هذه الثقة ستسقط إلى الأبد، لذا ينبغي دائماً الحفاظ على هذه الثقة".
بعدما فرغت من قراءة الخبر لم أملك الا أن أردّ في الحال على الزميلة الصديقة التي كلفت العم "ياهو" بابلاغي اياه، كاتباً: "انهم يقلدوننا سيدتي .. ههههههههههههههههه، فقد سبقناهم، ولذا كان وزراؤنا ونوابنا فقراء يركبون البايسكلات في تنقلاتهم مثل فرانسوا هولاند!!!!".
كل من لديه شك في ما كتبته الى زميلتي وصديقتي أو لديه اعتراض، عليه أن يذهب الى مخزن العم "غوغل" في شبكة الانترنت، الذي يحتوي على الكثير، وليس الكل، من الشاردات والواردات في ما يتعلق بوزرائنا ونوابنا وسائر الكبار من مسؤولي دولتنا التعيسة ... يضع اسم هذا المسؤول ليكتشف حجم الابتلاء الذي نبتلي به بسببهم ، فمن النادر أن نجد وزيراً أو نائباً أو محافظاً أو مديراً أو مفتشاً من دون فضيحة بجلاجل على صعيد الفساد المالي والإداري ... وحتى الأخلاقي!

جائزة لمن يثبت العكس.

 

المدى
العدد (2494) السبت 26/5/2012



 

 

free web counter