| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 26/6/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

رئيس الوزراء الساهي!

عدنان حسين

لم يترك رئيس الوزراء نوري المالكي في معجم اللغة العربية إلا القليل من مفردات المديح والإطراء مما لم يستخدمه للثناء على مشروع المئة يوم ونتائجه في ما خصّ مراجعة أعمال حكومته، بيد انه أغفل – عامداً أو ساهياً – الركن الأساس والعنصر الأهم في القضية برمتها، ما يثير الاستفهام عما إذا كان الأمر هو حقاً مثلما أغدق عليه السيد المالكي بالنعوت.

في الكلمة التي وجهها الى الشعب يوم الخميس الماضي وصف السيد المالكي تجربة المئة يوم بان:
-"الهدف منها وضع مؤسسات الدولة على السكة الصحيحة وتمكينها من تحسين الأداء ومعرفة نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لمعالجتها".
-""تجربة فريدة في تاريخ العراق والمنطقة، تشكل إنطلاقة جديدة تساعدنا على تسريع عملية بناء الدولة العراقية على أسس سليمة".
-"ستساهم في تعزيز التجربة الديمقراطية الفتية في العراق، حيث وفرت فرصة كبيرة للأجهزة الرقابية ووسائل الإعلام وعموم المواطنين، لمتابعة عمل الوزارات والهيئات والمحافظات دون تدخل من أية جهة".
-"دفعت هذه التجربة الجديدة السادة الوزراء والوكلاء والمدراء العامين والمحافظين إلى مغادرة المكاتب والنزول للميدان ليكونوا على اطلاع دقيق بحاجات وهموم المواطنين".
-"شكّلت حافزاً قوياً لهم للعمل بشكل إضافي وإستثنائي خلال هذه الفترة، بما يسهم في تطوير وتفعيل مؤسسات الدولة المختلفة في المجالات كافة".
كما إنه رأى إن النقاش العلني الذي جرى خلال المراجعة "يساعد في حل الكثير من المشاكل وتجاوز المعوقات ويسهم في تعزيز الوحدة الوطنية وإشاعة أجواء التعاون والتفاهم والحوار من أجل الوصول إلى أسمى غاية وهي خدمة أبناء الشعب العراقي".
-واعتبر أيضاً ان تقرير لجنة التنسيق لخطة المئة يوم برئاسة الأمين العام لمجلس الوزراء "كشف عن وجود مؤشرات إيجابية برزت خلال فترة المئة يوم في عمل الوزارات والمحافظات والجهات غير المرتبطة بوزارة في ما يتعلق بعدد من القضايا المهمة مثل الزيارات الميدانية التي كانت بمستوى جيد وبدرجة ممتازة في عدد من الوزارات، وكذلك الحال في تعاطي الوزارات مع ملفات مكافحة الفساد، حيث كانت النتائج جيدة بشكل عام"، مشيراً الى ان " ذلك لا يعني عدم وجود شبهات فساد أوانحياز في عملية منح العقود وهو ما سنحاسب عليه بعد تشكيل لجان تحقيقية متخصصة"
-"أظهرت المؤشرات التي عُرضت عن الفساد والمفسدين تطوراً رائعاً وبالأرقام التي قد يصعب على المراقب الأجنبي تصديقها".
-"إن تعاطي الوزارات مع شكاوى المواطنين كان يتم بطريقة جيدة، إلى جانب التقدم الملموس في عملية التنسيق بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية ومابين الوزارات بعضها ببعض".
-"كشفت نتائج اللجنة التنسيقية عن حاجة الحكومة القصوى إلى التشريعات والقوانين التي يقرها مجلس النواب في القطاعات المختلفة، فالبرلمان الذي يعد المحرك الأساس للحكومة، يتحمل المسؤولية الكبرى في عملية التقدم والتطور التي نعمل جميعاً من أجلها، وهو شريك الحكومة في النجاح والفشل، فلا نجاح للسلطة التنفيذية دون دعم ومساندة السلطتين التشريعية والقضائية".
هذا بعض من أفضال عملية المئة يوم على العمل الحكومي والحياة العامة، كما يقرّ به ويعترف رئيس الوزراء. ولكن من صاحب الفضل في هذا كله؟ من كان السبب في دفع الحكومة الى إقرار مشروع المراجعة واعتماده نهجاً ثابتاً في المستقبل أيضاً كما أخبرنا السيد المالكي في كلمته؟
ليس هو رئيس الوزراء بالطبع، ولا هو أحد من نوابه ومستشاريه الكثر الذين قدّم بعضهم له نصيحة سوداء بمعاداة أصحاب هذا الفضل وزيّنوا له قمعهم.
لا بدّ من أن يُردّ الفضل الى أصحابه، وأصحاب الفضل في هذا هم شباب شباط الذين استوحوا فكرة التظاهر للمطالبة بإصلاح النظام من انتفاضتي شباب تونس ومصر.
رئيس الوزراء الذي أسهب في تعداد الأفضال والمنافع والمزايا لمبادرته بإعلان مشروع المئة يوم بعد انطلاق تظاهرات 25 شباط التي تحدّت كل الدعوات والإجراءات لمنعها، امتنع عن قول كلمة حق في حركة شباب شباط.
سنتناسى الموقف العدائي غير المبرر المستمر حتى اليوم تجاه تلك الحركة من جانب رئيس لوزراء ومساعديه، ونعتبر ان هذا الامتناع حدث سهواً، وسننظر إن كان هذا الموقف سيتحول الى الاتجاه المعاكس بعد الكلمة التي استنفدت معظم كلمات المعجم إطراءً وثناءً لمراجعة المئة يوم التي ما كانت ستكون لولا حركة الشباب.



العدد (2172) الأحد 26/06/2011






 

 

 

free web counter