| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 26/7/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

كيف يا دولة الرئيس ؟

عدنان حسين

نريد من السفير أن يمثّل العراق كله بقضّه وقضيضه، وأن يعمل للبلاد وليس لطائفته أو مذهبه أو دينه أو قوميته أو كتلته أو حزبه، وقد عيّناه لاعتبارات طائفية أو قومية أو مذهبية أو دينية أو كتلية أو حزبية أو عشائرية .. كيف يكون هذا؟

نريد من الوزير أن يعمل باعتباره مواطناً عابراً للطوائف والمذاهب والأديان والقوميات والكتل والأحزاب، وقد عيّناه على أساس طائفي أو مذهبي أو ديني أو قومي أو كتلي أو حزبي أو عشائري.. كيف؟ .. نعم، كيف يعمل كذلك وقد عيّناه في الوزارة من دون اعتبار لكفاءة وخبرة ومؤهل علمي؟.. نعم كيف وهو يرى أن رئيسه (رئيس الوزراء) ونائب رئيسه المسؤول عن قطاعه وزملائه في الحكومة قد عُيّنوا وفقاً للاعتبارات ذاتها؟
نريد لوكيل الوزارة أو رئيس المؤسسة أو المدير العام أن يؤدي واجبه وأن تؤدي دائرته واجباتها من دون تمييز أو تفريق بين منطقة وأخرى ومواطن وآخر، وقد عيّناه من دون النظر في وثائق الدراسة والخبرة ومن دون العودة إلى السيرة الذاتية المهنية والوطنية، واكتفينا فقط بالاطمئنان إلى انه من الطائفة الفلانية أو المذهب الفلاني أو الدين الفلاني أو الكتلة الفلانية أو الحزب الفلاني أو العشيرة الفلانية ... إلى آخره.. كيف؟
وكيف نريد لهؤلاء أن يعملوا بضمير فيكافحوا الفساد ويحققوا العدل والمساواة وتكافؤ الفرص ويضعوا الموظف المناسب في المكان المناسب ويحفظوا المال العام، وكثير منهم أحتل منصبه بشهادة مزورة أو بكميات من المال، بالإضافة إلى الاعتبار المذهبي أو الطائفي أو الديني أو القومي أو الكتلي أو الحزبي أو العشائري.
لكي تتحقق رغبة رئيس الوزراء في أن يكون السفراء ممثلين للعراق وللعراقيين بصرف النظر عن أديانهم وطوائفهم ومذاهبهم وقومياته وكتلهم وأحزابهم وعشائرهم، يتعيّن قلب عالي العملية السياسية الحالية سافلها وتعديل الدستور، أو بالأحرى إجراء التعديلات المركونة فوق الرفوف العالية منذ خمس سنوات، وتشريع قانون جديد للانتخابات وآخر للأحزاب وتشكيل مفوضية للانتخابات مستقلة حقاً وحقيقة وغير فاسدة، وحلّ الحكومة والبرلمان، وإجراء انتخابات جديدة حرة ونزيهة للإتيان بمجلس نواب لا تتشكل الكتل والائتلافات داخله على الأسس الطائفية والمذهبية والقومية والعشائرية، وتأليف حكومة جديدة ليس بموجب قواعد المحاصصة والتوافقات، كيما يتولى الوزراء حقائبهم والوكلاء والمدراء والسفراء مناصبهم على وفق الكفاءة والخبرة والمؤهل العلمي، بعيداً عن الاعتبارات الطائفية والدينية والمذهبية والقومية والكتلية والحزبية والعشائرية كلها من دون أي استثناء.
الطريق طويلة إلى تحقيق رغبة رئيس الوزراء في تعيين سفراء عراقيين يعملون للعراق كله وللعراقيين اجمعهم من دون تفرقة أو تمييز, لكن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وهذه الخطوة لم يخطِها بعد أي من أقطاب العملية السياسية الحالية بمن فيهم رئيس الوزراء نفسه الذي وعد في ولايته السابقة بعدم العودة إلى نظام المحاصصة، وقد عاد، وعادت معه قواعد المحاصصة في تعيين الوزراء والسفراء والوكلاء والمدراء وفي كثير من الأحيان الكتبة والفراشين أيضاً... فكيف نطلب من السفير، ومعه الوزير والوكيل والمدير، أن يتنكر لمن عيّنه وأغدق عليه بالامتيازات.. أعني الاعتبار الطائفي أو المذهبي أو الديني أو القومي.. إلى آخره؟ نعم.. كيف؟



العدد (2202) الثلاثاء 26/07/2011






 

 

 

free web counter