| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 26/12/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

تصريح ينقصه الوضوح

عدنان حسين

ثمّ ماذا؟ وماذا بعد؟ وما معنى هذا؟.. هذه أسئلة تتقافز في الرأس إذ نقرأ التصريح الذي أدلى به نائب محافظ بغداد محمد الشمري بشأن المساومات التي تتعرض لها الشركات الاستثمارية من مسؤولين كبار في الدولة، مما يعرقل عملية الاستثمار المطلوبة بإلحاح لإعادة الإعمار وإعادة الحياة إلى شعب يتعرّض للإبادة منذ نصف قرن.

السيد الشمري أبلغ "السومرية نيوز" بأن شركات تركية "شكت من وجود مساومات مالية من قبل وكلاء وزارات ومدراء عامين لمنح المشاريع الاستثمارية إليهم"، متهماً بعض كبار موظفي دوائر الدولة بـ"الفساد وعرقلة المشاريع الاستثمارية التي تُمنح للمستثمرين"، وزاد على ذلك بالقول إن "أكثر من 50 بالمئة من المشاريع الاستثمارية في بغداد مُعطلة بسبب الفساد الموجود في دوائر الدولة، إضافة إلى التجاوزات الحاصلة على الأراضي المقررة للاستثمار من قبل الأحزاب السياسية والمواطنين".
نائب محافظ بغداد لم يأت بجديد، فما قاله يعرفه حتى بسطاء الناس، والشكوى لا تنحصر في "بعض" الشركات التركية، بل تشمل الكثير من شركات الاستثمار الوطنية والأجنبية، ولذا لم يكن من المفهوم القصد من هذا التصريح. انه يبدو بلا معنى لأن نائب المحافظ لم يضع النقاط على الحروف ولا الكلمات على الأسطر.
نحن جميعاً نعرف، يا سعادة نائب المحافظ، أن وكلاء وزارات ومدراء عامين يقومون بما عبته عليهم. بل إننا نعرف أكثر من هذا وأخطر من هذا .. نعرف أن وزراء ونواباً ومحافظين ورؤساء وأعضاء مجالس محافظات وأمناء وسكرتيرين في دواوين رؤساء السلطات المختلفة ونوابهم يقومون بالشيء نفسه، وهؤلاء هم الفاسدون مالياً وإدارياً الذين جعلوا من دولتنا تتربع على "عرش" الدول الأكثر فساداً في العالم مع ثلاث دول أخرى هي الصومال وبنغلاديش وميانمار، وهؤلاء هم الذين وضعوا عاصمتنا بغداد في مُقدّم العواصم الأسوأ.(جزاهم الله خير الجزاء على رفعة الرأس هذه)!
نعرف أن هؤلاء بالتعاون والتواطؤ مع أشقاء وأصدقاء وأصهار وأنسباء لهم يفرضون على الشركات الأجنبية والمحلية المستثمرة إتاوات إن لم تدفعها تخسر فرصتها في الاستثمار، وكثيراً ما تصل نسبة هذه الإتاوات إلى 50 بالمئة أو أكثر من قيمة المقاولة، وإذا رفضت الشركة دفع الإتاوة فان سعيدة الحظ منها تخسر فرصة المنافسة فيما شركات أخرى يجري تلفيق تُهم في حقها ما يجعلها تحت طائلة المادة 4 إرهاب مثلاً.
نحن نعرف هذا يا سعادة نائب المحافظ، فما معنى أن تقول لنا إن وكلاء وزارات ومدراء عامين يساومون بعض الشركات التركية؟ لماذا لا تُسمّي الأشياء بأسمائها؟ لماذا لا تُقدّم ما عندك من معلومات ووثائق إلى القضاء حتى يأخذ القانون مجراه.
واضح، يا سعادة نائب المحافظ، من الجسور والأرصفة وسواها التي يستغرق العمل فيها سنوات وسنوات وتتعطل الأشغال فيها مرات ومرات أن الفساد يقف وراء تعطل هذه المشاريع الحيوية وتعثرها، مثلما يقف وراء أزمة الكهرباء ووراء تدهور التعليم والصحة والزراعة والري والصناعة ووراء تفشي البطالة واستمرار الإرهاب وأعمال الجريمة المنظمة.
لا تجدينا نفعاً التصريحات العمومية يا سعادة نائب المحافظ.. نريد أفعالاً تضع حداً لهذه المحنة - المهزلة الكبرى في حياتنا، وإلا فالأفضل أن توفر على نفسك سيدي الكريم مشقة الكلام... والسلام.
 


العدد (2344) الأثنين 26/12/2011



 

 

free web counter