| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس  26 / 12 / 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

واجب الجيش

عدنان حسين       

الجيش يحارب الإرهاب في مرابعه ويلاحق الإرهابيين في مراتعهم .. مَنْ ذا الذي لا يصفّق لهذا الجيش؟ .. من ذا الذي لا يرفع الصوت عالياً دعماً وتأييداً لهذا الجيش والمطالبة بإمداده بكامل العدة والعتاد ليربح الحرب على الإرهاب ويعود مكللاً بالغار من جبهاتها؟

بعيداً عن الأسئلة من قبيل: لماذا تأخّر حتى الآن إرسال الجيش الى هذه الحرب بهذه الصورة المهيبة؟ وما مقدار الدعاية السياسية في ما يجري؟ . . بعيداً عن هذا فان الجيش يقوم الآن بواجبه ويؤدي مهمته .. واجب الجيش ان يكون سوراً للوطن، ومهمته أن يحمي سيادة الوطن من أي انتهاك أو تطاول قادم من خارج الحدود .. وواجب الجيش ومهمته ايضاً دعم وإسناد قوات الأمن الداخلي وهيئات الدولة والمجتمع في الظروف الطارئة.

نعم هذا هو واجب الجيش وهذه هي مهمته .. ليس واجبه أن يترك جبهات المواجهة مع الإرهابيين ليمنع الشعب من التظاهر حينما يريد التظاهر في ساحات التحرير من اجل إصلاح العملية السياسية وإعادتها الى مسارها الذي أجمعت عليه غالبية الشعب وقواه السياسية ومنظماته المدنية وحدده الدستور بوصفه مساراً ديمقراطياً، ومن أجل تحقيق الأمن والسلم الأهلي والاستقرار، ومن أجل مكافحة الفساد المالي والإداري المُلتهم قوت الشعب وتنميته ورفاهه ورصيد خدماته العامة، ومن أجل تحرير العراقيين من الفقر والفاقة والبطالة والجهل والتخلف .. ليس من واجب الجيش فرض حال حظر التجوال لمنع الشعب من ممارسة حقه في التظاهر وسائر مظاهر التعبير عن الرأي المكفولة في الدستور.. وليس من واجب الجيش ان يلاحق المتظاهرين وأن يسيء معاملتهم بالضرب والكلام النابي والاعتقال وتوجيه التهم الملفقة اليهم وإجبارهم على التوقيع على التعهد بعدم التظاهر، كما حصل وتفاقم أمره بدل المرة والمرتين عشرات المرات، وبالذات منذ شباط 2011 .. ليست مهمة الجيش أيضاً اعتقال الصحفيين ومصادرة أدواتهم وتكسيرها ودهم مؤسساتهم.. هذه كلها مهمات قذرة تؤديها عادة قوات الأمن في الأنظمة الدكتاتورية لصالح الدكتاتوريين من أمثال صدام حسين .. أما في النظام الديمقراطي فلا يؤدي الجيش وسائر قوات الأمن إلا المهمات الوطنية التي تضمن أمن المواطن وتكفل كرامته وتحفظ حقوقه وتمكّنه من ممارسة حرياته الخاصة والعامة، فضلاً عن الدفاع عن سيادة البلاد واستقلالها.

الجيش يدفع قواته الآن الى حيث يُقيم الإرهابيون معسكراتهم وملاذاتهم، ويعلن قادته انهم لن يوقفوا عملياتهم إلا بالقضاء على أوكار الإرهاب ومنع تسلل الإرهابيين من خارج البلاد ومن داخلها .. هذه مهمة وطنية سامية نصفّق لها كل الوقت، فطالما كان الجيش يؤدي مهمة وطنية كهذه كان هو جيشاً وطنياً نفخر به جميعاً ونشدّ من أزره لكي ينتصر.
 

المدى
العدد (2967) 26/12/2013

 

 

free web counter