| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 25/4/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

كواتم الحكومة

عدنان حسين
 

من يقف وراء عمليات القتل بالمسدسات كاتمة الصوت؟ هل للحكومة أي دور أو صلة أو مسؤولية؟.. إذا كان أحد في الحكومة يستسخف طرح هكذا سؤال فليتكرم علينا بتفسير الصمت القاتل الذي تلزمه حكومته حيال هذه الظاهرة الخطيرة.في الآونة الأخيرة ارتفعت درجة الخطر المتأتي من كواتم الصوت إلى مستوى المفخخات (عبوات ناسفة او سيارات مفخخة)،

ففي غضون شهر سقط أكثر من مئة شخص مصروعين بالكواتم، فيما تراجع عن هذا عدد ضحايا المفخخات، والحكومة ، برغم ذلك، متمسكة بموقف الصمت والتكتم الذي تتخذه وكأن الأمر لا يعنيها البتة ولا يعني الناس كذلك.. كل ما يأتينا منها انها من حين الى آخر تشدد الإجراءات الأمنية في الشوارع فتزيد من وطأة ما يعانيه الناس في هذه الشوارع، كما لو انها تباري الإرهابيين في التنكيد على حياة الناس اليومية.
الآن لم يعد الصمت ممكناً حيال هذا الكتمان الحكومي بعدما تكررت حوادث القتل بالكواتم، إذ يتوجب على الحكومة أن تبلغ الشعب بأدق التفاصيل في ما يتعلق بهذه الظاهرة الخطيرة .. لا بد أن يظهر على الشاشات وعلى صفحات الصحف الضباط الاختصاصيون لكي ينوروا الرأي العام بطبيعة هذه الاعتداءات.. كيف تتم؟.. أين ومتى تتم في الغالب ؟ من المستهدفون أكثر من غيرهم؟ كيف يمكن التعامل في حال واجه أي شخص عدواناً من هذا النوع؟ ولا بد أيضا ان يُعرّف هؤلاء الضباط الناس بطبيعة هذا السلاح ونشر صوره على أوسع نطاق عبر التلفزيون والصحف لكي يتعرف عليه الجمهور ويميّزه.
في البلدان الأخرى عندما تتكرر جريمة من نوع ما في مكانين مختلفين أو أكثر أو تقع جريمة في المكان عينه أكثر من مرة، تستنفر الشرطة قواها وتبادر الى تنظيم الندوات التلفزيونية وإصدار التصريحات الصحفية في محاولة لتفسير ما يجري وتحليله من أجل ان يتمتع الرأي العام بحقه في المعرفة، ولكي ترتفع درجة الحذر لديه الى المستوى المطلوب، فتنشر الخرائط المفترضة للحادث والصور المتخيلة للفاعلين في ضوء المعلومات التي يدلي بها الشهود العيان. وغالبا ما يساعد هذا في الكشف عن مجرمين وفي إحباط محاولات جرمية جديدة.
منذ ان بدأت حملة القتل بكواتم الصوت سقط المئات، معظمهم من ضباط الأمن والجيش وكبار المهنيين والأكاديميين ومسؤولين كبار في الدولة.. ولأن الحكومة متمسكة بحبل الكتمان فانها بذلك تركت للناس أن يضربوا أخماساً بأسداس في ما يتعلق بأهداف الحملة والجهات التي تقف وراءها. وفي الأماكن العامة نسمع المعلومات الممزوجة بالتحليلات المختلفة، فهذا يشير بأصابع الاتهام إلى المخابرات الإيرانية مؤكداً انها تستهدف الكفاءات العراقية، وآخر يتهم فلول النظام السابق بملاحقة عناصر مسؤولة في النظام الجديد، وثالث ورابع وخامس يتحدثون عن صراعات وتصفيات بين قوى وأحزاب حاكمة.
حقيقة نحن في حيص بيص في ما يتعلق بهذا الموضوع الأمني، ويفترض ان الحكومة، وهي مسؤولة عن الأمن العام والأمن الفردي للأشخاص، هي التي تعرف أكثر من غيرها حل هذه الأحجية، وإذا كانت عاجزة فإنها تستطيع في الأقل الا تظل تُشهر في وجوهنا كواتمها، فتغادر صمتها الرهيب وتنشر المعلومات المتوفرة لديها لكي ينتفع بها المستهدفون بالدرجة الأولى وسائر الناس ايضاً.



العدد (2111) الأثنين 25/04/2011






 

 

 

free web counter