| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 25/7/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

فضيلة لرئيس الوزراء

عدنان حسين   

الإعتراف بالخطأ فضيلة، والتراجع عنه فضيلة أكبر. ورئيس الوزراء نوري المالكي سجل لنفسه فضيلة كبيرة بالتجاوب مع إتجاه الرأي العام والتراجع عن القرار السابق القاضي بعدم استقبال النازحين السوريين الفارين من الموت الذي وجدوا أنفسهم يواجهونه من دون أن يستأذنهم أحد في ذلك، كما يحدث عادة في كل الحروب ، داخلية أو خارجية.

لكنّ قرار فتح الحدود أمام هؤلاء النازحين غير كاف في حدّ ذاته، إذ ليس في وسع آلاف العائلات العيش في العراء وعلى الهواء، فلابدّ من مخيمات تأوي اليها وتتستر بها، ولابدّ من أغذية وأدوية وخدمات أساسية أخرى. وهذا يتطلب تخصيص ملايين الدولارات وتوجيه المؤسسات الحكومية، المدنية والعسكرية، في المنطقة للمساعدة في تأمين هذه المتطلبات، وأمس صدرت الأوامر بذلك من رئيس الوزراء.

نعرف ان الاموال لا مشكلة لدينا فيها، فعائدات النفط الهائلة يجري العبث بقسم كبير منها يستولي عليه الفاسدون في الدولة وخارجها. وثمة جزء في الموازنة العامة للدولة مخصص للطوارئ، وقد رُصد له مبلغ مُعتبر. ومن هذا المبلغ سيجري الصرف على النازحين السوريين فضلاً عن مواطنينا العائدين من سوريا الذين وعد رئيس الوزراء بإغاثتهم وإكرامهم.

لن تمضي الأمور كما نرغب، حتى لو رُصدت مبالغ أكثر من الحاجة .. هذا مؤكد، ففي مثل هذه المناسبات أيضاً ينشط الفاسدون ليستولوا على حصة غير قليلة من موازنات الطوارئ، وفي مثل هذه الظروف لا تتخلى البيروقراطية عن عاداتها وتقاليدها الراسخة، فالبيروقراطيون مثل الفاسدين قلوبهم من حجر.

يمكن للحكومة أن تُشكل لجنة وطنية تضم في عضويتها أيضاً منظمات غير حكومية كالهلال الأحمر ونقابة الاطباء. ويتعيّن عليها كذلك إشراك المنظمات الدولية ذات العلاقة التابعة للامم المتحدة وغير التابعة كمفوضية شؤون اللاجئين والصليب الأحمر الدولي وأطباء بلا حدود.

المنظمات الدولية لديها موازنات خاصة بمثل هذه الأوضاع، وهي لا تتردد عادة في تقديم خدماتها عند الطلب، وتمتلك خبرة جيدة في هذا المجال.

في الأيام الأخيرة انطلقت حركة شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) تداعى ناشطوها الى نصرة الشعب السوري إنسانياً، وأبدى الكثير منهم استعداده لاستقبال عائلات سورية نازحة فيما تعهد آخرون بالتبرع بالمال والافرشة والمواد الغذائية.

الحكومة مطالبة بتشجيع هذه الحركة ودعمها وإشراكها في اللجنة الوطنية المقترحة. خطوة مثل هذه ستكون لها نتائج إيجابية على المدى البعيد أيضاً، فمن غير الصحيح أن تظل الدولة تنوء لوحدها بثقل الأعمال الانسانية. المجتمع كله عليه مسؤولية أيضاً.

في العالم المتحضر تلقى الأعمال الانسانية تجاوباً كبيراً من المجتمع. وجاء ذلك بناء على ثقافة تشكلت عبر مئات السنين. مجتمعاتنا الشرقية كثيرة الكلام عن الخير والانسانية، ولكنها تقف في آخر القائمة على صعيد أعمال الخير والانسانية.

ما علينا من هذا فالنازحون السوريون يحتاجون منا الى عون فائق السرعة، ويمكننا، حكومة ومجتمعاً، تسجيل فضيلة كبرى بتحقيق هذا لهم.

 

المدى
العدد (2546) الأربعاء 25/7/2012



 

 

free web counter