| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 24/10/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

المصالحة في حلتها الجديدة!

عدنان حسين

لم يقتصر الترشيق الشكلي للحكومة الحالية على الوزارات التي لا حقائب لوزرائها ومُنحت إمّا ترضيةً أو استكمالاً لنقاط المحاصصة البغيضة. فوزارة المصالحة الوطنية المفترض أنها ذات حقيبة مهمة في الظروف الراهنة، كانت بين الوزارات المُستغنى عنها، لكن الذي حصل أن الوزراء الخارجين من باب الحكومة عادوا إليها من الشباك، وبينهم وزير المصالحة.

هذا الوزير صار اسمه "ممثل رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية"، وهو لم يزل يعمل بالنسق الذي كان عليه حاملاً صفة الوزير. لا نستكثر على السيد عامر الخزاعي المنصب الوزاري، فدولتنا غاصّة بحاملي لقب "بدرجة وزير"، وأكثرهم لا يستحق هذا اللقب ولا امتيازاته لأنه لا يؤدي عملا نافعاً حتى بمستوى رئيس قسم أو شعبة.
إلغاء وزارة المصالحة حسبناه إيذاناً بوصول عملية المصالحة إلى مراحلها الأخيرة ومشارفتها على النهاية، لكن ممثل رئيس الوزراء لشؤون المصالحة لم يزل يؤدي مهمة الوزير بالتمام والكمال. وفي هذا الإطار أعلن السيد الخزاعي أول من أمس في الموصل أن عدداً من الفصائل المسلحة قد ألقى السلاح وانخرط في المصالحة الوطنية والعملية السياسية. وهذا الإعلان جاء خلال مؤتمر عشائري عُقد تحت عنوان "عشائرنا ضمانة لحماية الأمن والاستقرار في العراق" وقاطعه مسؤولو محافظة نينوى!
لم يفصح ممثل رئيس الوزراء عن أسماء الفصائل المُلقية سلاحها والمُنخرطة في العملية السياسية، وهذا ما يثير الشك في أن هذه "الفصائل" ليست سوى أفراد أو مجموعات متناهية الصغر، وربما وهمية أيضاً. وهذا الشك له ما يبرره ففي مرات سابقة، عندما كانت ممثلية المصالحة بدرجة وزارة، أعلن أكثر من مرة عن التحاق فصائل مسلحة بعملية المصالحة، وفي إحدى المرات ذُكِر العديد من الأسماء لهذه الفصائل، نفى بعضها في الحال أن يكون قد تصالح فيما استمر البعض الآخر يُعلن عن انغماره في العمل المسلح عن سابق تصميم. والأسابيع الأخيرة قدّمت البرهان على أن "الفصائل المسلحة" لم يتراجع عددها ولم تنخفض وتيرة عملياتها الإرهابية، فما زالت تفجّر وتقتل وتدمّر بالتوقيتات والوسائل التي تحددها وفي الأماكن التي تختارها.
والآن نخشى أن يكون متصالحو الموصل على شاكلة متصالحي بغداد والأنبار، نسمع جعجعة صاخبة عن إلقائهم السلاح والتحاقهم بالمصالحة والعملية السياسية ولا نرى طحنا منهم على صعيد الأمن.
ربما يبذل مسؤولو وزارة المصالحة الوطنية، بصيغة ما قبل الترشيق وصيغة ما بعد الترشيق، جهوداً مضنية لتحقيق أهدافهم في جلب الجماعات المسلحة الى طريق المصالحة، لكننا نُدرك إن الأمر لا يتعلق فقط بجهودهم وإنما أيضا بما تبذله الحكومة كلها من جهود لقطع دابر الإرهاب. وهذا الدابر لا ينقطع ما لم تتوقف الصراعات والمنافسات والمناكفات غير السياسية للقوى السياسية المتنفذة في الحكم، وما لم تتوقف مؤامراتها ضد بعضها البعض، وما لم ينته نظام المحاصصة الطائفية والحزبية والقومية ويحلّ محله نظام المواطنة القائم على المساواة والعدل والإنصاف والكفاءة والنزاهة.. والوطنية.


العدد (2287) الأثنين 24/10/2011






 

 

 

free web counter