| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس 24 / 4 / 2014                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

عن الحرب في الأنبار

عدنان حسين    

14 مليون قذيفة و7 الاف نوع من الاسلحة جهزتنا بها الولايات المتحدة في غضون الاشهر الثلاثة الاخيرة لمساعدتنا في مواجهة تنظيم "داعش" وسواه من المنظمات الارهابية التي لم تزل مع ذلك تحتل مدينة الفلوجة وأجزاء من مدينة الرمادي ومناطق أخرى في محافظة الانبار، وتقاتل على مشارف العاصمة بغداد.

هذه الأرقام أفاد بها رئيس مكتب التعاون الأمني التابع للسفارة الاميركية في بغداد الميجور جنرال مايكل بدناريك في تصريحات صحفية أدلى بها أمس الاول (المدى برس). وتدرجت الذخائر في انواعها من اطلاقات الاسلحة الخفيفة والمتوسطة الى قذائف دبابات وصواريخ هيل فاير، اما قطع السلاح السبعة الاف نوع من الاسلحة فاشتملت على بنادق ورشاشات وقاذفات صواريخ وقناصات.

الميجور جنرال بدناريك كشف أيضاً عن ان 140 دبابة ابرامز قد سُلمت الينا و68% منها، أي 95 دبابة، أصبحت جاهزة للعمل.

الولايات المتحدة ليست مصدرنا الوحيد للتسليح، فنحن – أقصد حكومتنا – نشتري الاسلحة والذخائر والمعدات الحربية من روسيا وبريطانيا والمانيا ودول اوروبية عدة اخرى، بل حتى من الجارة ايران، ولابدّ اننا تسلمنا في غضون الفترة نفسها من هذه الدول مجتمعة ما يعادل كمية الاسلحة والذخائر الاميركية.

طيب ما نتيجة هذا التسليح ولدينا قوات مسلحة يزيد تعدادها عن المليون؟.. موازنة الدفاع والداخلية فلكية .. لماذا لا نلمس أثراً لهذا كله؟.. كيف، مع كل هذه الموازنة وكل هذا الحجم والنوعية من التسليح، لا نستطيع أن نغلب تنظيماً إرهابياً لا يزيد تعداد عناصره عن بضعة آلاف؟
من أين لداعش هذه القوة الخرافية؟

من المفترض ان حكومتنا لديها الاجوبة على هذه الأسئلة الحارقة التي تدور على الالسنة. وشخصيا لا اعتقد ان داعش قوي. داعش يبدو قوياً لأننا ضعفاء.. هذا ما اعتقده أيضاً. الحرب، أية حرب، ليست سلاحاً وذخيرة وعديداً من الناس يتنكبون السلاح والذخيرة، فالحرب استمرار للسياسة بالوسائل العسكرية. من دون استراتيجية سياسية لا تكون الحرب حرباً وانما مغامرة.

الحرب الجارية في الانبار الآن ضد تنظيم داعش وغيره يبدو موقفنا فيها ضعيفاً، أو غير قوي، لانها ليست مسنودة باستراتيجية سياسية واضحة ومحددة تجعلنا جميعاً نعي تماماً أبعادها واهدافها ونتائجها.

منذ بدئها حتى الآن، لم تُصدر القيادة العامة للقوات المسلحة أو وزارة الدفاع أو سواهما بلاغات عسكرية عن سير العمليات الحربية الجارية .. ليس هناك سوى تصريحات المسؤولين العسكريين والأمنيين التي لا يبدو انها صحيحة وحقيقية تماماً، والدليل اننا لا نحقق الانتصارات بالمستوى الطيب الذي توحي به هذه التصريحات.

الحرب ضد داعش وسواه من التنظيمات الارهابية حرب وطنية يتطلع شعبنا الى كسبها وتحقيق النصر المؤزر فيها من أجل امنه واستقراه ومستقبله، لكن هذا لا يتحقق من دون استراتيجية سياسية، ولا بالتعمية واخفاء الحقائق والوقائع.


المدى
العدد (3066) 24/4/2014

 

 

free web counter