| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 23/3/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

مُفتون للإيجار

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

هذا العنوان منحوت عن عنوان إحدى روائع الشاعر العراقي المبدع موفق محمد الذي استفزه سيل من الفتاوى أصدرها الكثير من رجال الدين وتجار السياسة القومجية وقالت بـ"شرعية" العمليات الإرهابية التي استهدفت الأسواق والمستشفيات والجوامع والكنائس والمدارس والجامعات ومراكز الجيش والشرطة في مختلف المدن العراقية بذريعة محاربة قوات الاحتلال الأميركي.

تقدّم صفوف أولئك المفتين رجل الدين المصري - القطري يوسف القرضاوي الذي عكست فتاواه وتصريحاته التلفزيونية والصحفية معارضة ضارية لإسقاط نظام صدام حسين عن طريق القوة المسلحة الأجنبية.

الشاعر موفق محمد قال في مطلع معلقته الجميلة "فتاوى للإيجار" :

"من رأى منكم عراقياً فليذبحْه بيده
فإن لم يستطعْ
فبمدفعِ هاون وإن لم يستطعْ
فبسيارةٍ مفخخة
وذلك أضعفُ الإيمان
رواهُ القرضاوي
وهو يكرعُ دماءَ العراقيين
ويتمززُ منتشياً أكبادَهم
ففيها كما يَزعمُ لذةٌ للشاربين
"

بخلاف موقفه من عملية إسقاط دكتاتور العراق، أفتى القرضاوي الأحد الماضي بشرعية ووجوب إسقاط الدكتاتور الليبي معمر القذافي بالقوة المسلحة الغربية، نافياً انها حرب صليبية، كما وصفها القذافي، ومعتبراً انها عمل "تقتضيه الضرورة"، بل ان القرضاوي تطوّع بالرد على معارضة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى للضربات الجوية باعتبارها مطلبا لم يطالب به العرب، وقال "ان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب"، مضيفا ان "هذا الطاغية - القذافي - هو الذي حملنا على الاستعانة بالأمم المتحدة".

وتساءل القرضاوي الذي يرأس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين "هل هو (القذافي) حامي حمى الإسلام، وأين الإسلام منه ؟"، وأضاف "هل الإسلام أن يقتل الناس الابرياء المكلف برعايتهم؟ فهو يهددهم بانه وراءهم في كل مكان ويتوعد شعبه بقتله".
واستنكر القرضاوي "تمترس" لقذافي بالمدنيين واتخاذهم دروعا بشرية منوها بأن الإسلام يرفض إقحام المدنيين في الحرب خاصة النساء والأطفال وكبار السن.

ما استند اليه القرضاوي لتبرير تأييده القضاء على القذافي بالقوة المسلحة الغربية كان ينطبق بالتمام والكمال على صدام حسين، فما يفعله القذافي بشعبه الآن سبقه اليه صدام قبل 20 سنة خلال انتفاضة آذار 1991، بل قبل ذلك بسنوات عدة بقصف حلبجة بالغازات السامة وعمليات الأنفال.

ما الذي تغيّر ليبدّل القرضاوي موقفه من قيام قوات أجنبية بضرب طاغية عربي مسلم؟ هل هي صحوة ضمير متأخرة؟.. لا، أبداً.. الذي تغيّر هو موقف أولياء نعمة القرضاوي القطريين.. كانوا يقفون بقوة ضد إطاحة صدام بينما الآن يؤيدون بحماسة إطاحة القذافي، بل ينخرطون في العمل العسكري ضده.. وما القرضاوي سوى واحد من وعّاظ السلاطين الذين تحدث عنهم ببراعة عالم الاجتماع العراقي الفذّ الراحل علي الوردي.. راجعوا كتاب "وعّاظ السلاطين" لتكتشفوا صورة مُبهرة متعددة الأبعاد لهؤلاء الوعّاظ رسمها الوردي قبل اختراع تقنية الصور ثلاثية الأبعاد.


المدى - العدد (2078) الاربعاء 23/03/2011





 

 

 

free web counter