| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 23/1/ 2013                                                                      

 

شنــاشيــــل :

كلمة مطلوبة من الجعفري

عدنان حسين

أشك في أن رئيس الوزراء السابق والنائب الحالي ابراهيم الجعفري قد تحدث بمثل هذا الاختصار والبساطة في اللغة الى السفير التركي في بغداد يونس ديميرر عندما استقبله في مكتبه أول من أمس، فالجعفري عادة يسترسل في الكلام وتحفل أحاديثه بمفردات وتعبيرات يندر وجودها في أحاديث غيره، بعضها غير مفهوم أو يحتمل أكثر من معنى، وهذا ما لم يتضمنه الخبر المنشور في موقعه الشخصي عن لقائه مع السفير.
على أية حال، ليس هذا ما أريد أن أتوقف عنده من حديث رئيس التحالف الوطني الى سفير جارتنا الشمالية. فموقعه الانترنتي أفادنا بان الدكتور الجعفري ناقش مع السفير ديميرر "أبرز القضايا المطروحة على الساحة السياسية العراقية، وتعزيز العلاقات بين العراق وتركيا بما يخدم البلدين والشعبين الجارين"، وان الدكتور الجعفري "أكد على ضرورة تجذير العلاقات بين العراق وتركيا، وتأسيس علاقات ثقافية اجتماعية بين الشعبين الجارين، وعدم الاقتصار على العلاقة بين الحكومتين، ورسم استراتيجية طويلة الأمد ترعى مصالح الشعبين، مشدِّداً على أنَّ بناء علاقة الصداقة مع الأطراف السياسية كافة يجب أن يكون بشكل متوازن مع الجميع، داعياً إلى الابتعاد عن التصريحات التي تشنِّج الأجواء بين العراق وتركيا (.....) ، مشيراً إلى أنَّ الدول الصديقة ومنها تركيا بإمكانها أن تلعب دوراً إيجابياً في دعم الشعب العراقي، وإسناد حل الأزمة من خلال الصداقات التي تتمتع بها مع الأطراف والقوى السياسية العراقية".
هذا كلام سليم مئة بالمئة معنى ومبنى، ومن اللازم أن يتشرب ويؤمن به كل سياسيي البلاد، لكن علته انه ماض في اتجاه واحد، والحاجة ماسة لأن يدير الدكتور الجعفري رأسه ليوجه الكلام نحو جماعته أيضاً، أعني شركاءه في التحالف الوطني، وبالذات الحزب الحاكم : دولة القانون، ليقول لهم الكلام نفسه، ذلك ان "تجذير العلاقات" و"تأسيس علاقات ثقافية اجتماعية بين الشعبين الجارين" حاجة عراقية أيضاً وليست تركية فحسب، فما من مصلحة لنا في أن تكون علاقتنا مع تركيا وسواها من الجيران سطحية، وليس من مصلحتنا الا تكون بيننا وبين الاتراك علاقات ثقافية واجتماعية، فضلا عن الاقتصادية والسياسية.
وكما على الساسة الاتراك، على ساستنا أيضاً وبالذات الذين يملكون السلطة ووعاظهم أن يُمسكوا ألسنتهم ولا يستسهلوا اطلاق التصريحات النارية، فالمفترض انهم ليسوا صبياناً يلعبون في الساحة الخلفية لحارة السكن. انهم يديرون دولة خارجة للتو من دمار شامل وداخلة للتو في خراب سياسي مدمر.
دكتور الجعفري، حكومة تحالفك قطّعت وشائج الداخل ومزّقت روابط الخارج، وانت أحد كبار النظارة السلبيين على هذي الحال .. تحلَّ بالشجاعة وقل لأصحابك، بصفتك رئيساً للتحالف معهم، كلمة مفيدة تشبه كلمتك مع السفير التركي.


المدى
العدد (2707)  23/1/2013



 

 

free web counter