| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

السبت 23/6/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

الاستجواب .. إذا حصل

عدنان حسين   

لست ممن يعتقدون بانه بمجرد إخراج رئيس الحكومة نوري المالكي من منصبه وتعيين شخص آخر محله سيخرج المارد من القمقم ليقول للشعب العراقي: "شبيك لبيك، عبدك بين ايدك.. أطلب واتمنى"، فيتحق للعراقيين كل ما انتظروه ووُعِدوا به طيلة السنوات العشر الماضية وشبعوا يأساً من تحقيقه.

 ما دام الشرط بان يكون البديل من التحالف الوطني قائماَ، لا توجد ضمانة مؤكدة بان خليفة المالكي سيكون أفضل منه، ربما نسبياً فحسب والى حين. نعم المالكي فيه عيوب كثيرة (على صعيد الحكم وإدارة الدولة بالطبع)، لكن العيب الأكبر هو في النظام برمّته .. المالكي ابن شرعي لهذا النظام الذي لا يستند الى الدستور ولا الى مبادئ الحق والعدل والديمقراطية في إسناد المناصب والوظائف الى الاشخاص على أساس الكفاءة والموهبة والخبرة والوطنية، وانما هو يركن الى قاعدة التوافق الحزبي والمحاصصة الطائفية والاعتبارات الشخصية والعشائرية. ولذا كان لدينا نواب لا يستحقون حتى أن يُكلف الواحد منهم برعي شاتين وبقرة، ووزراء ووكلاء ومدراء ومحافظين ليسوا جديرين حتى بسوق الدواب.

إذا راح المالكي فمن المشكوك فيه الا يكون خليفته "المالكي رقم 2". هذه قناعتي التي تستند الى نظرة في وجوه المرشحين للخلافة. ومع هذا فانني في غاية الحماسة لاستجواب المالكي في مجلس النواب. أولاً، لتكريس تقليد خضوع رئيس الحكومة للمحاسبة أمام البرلمان، فلا بدّ من تذكير رئيس الحكومة، الحالي ومن سيخلفونه، بانه ليس إلهاً سومرياً أو بابلياً مُبجلاً ولا خليفة ً أموياَ ً أوعباسياً أو عثمانياً مُخلّدا، وانه ( رئيس الحكومة) ،ابتداء وانتهاء، عضو في هيئة اسمها البرلمان كلّفته بمهمة محددة ومن حقها أن تسحب التكليف في أي وقت.

لكنّ الأهم من هذا انني راغب في أن أرى ويرى معي كل العراقيات والعراقيين كيف- اذا ما جرى الاستجواب أو طلب سحب الثقة (من قبل رئيس الجمهورية)- سيفتح الفرقاء المتصارعون الملفات التي يهدد كل منهم الآن بكشف محتوياتها. فمن المؤكد ان في هذه الملفات أسراراً وخفايا خطيرة وفضائح تزكم الانوف من فرط نتانتها وفظائع تقلب الموازين من شدة هولها.

عملية الفتح المتبادل للملفات ستُظهر للشعب العراقي كم هو مغفّل وساذج وجاهل بتصويته لصالح هذه الطبقة السياسية التي ما كانت تستحق أدنى تضحية منه ولا تستأهل حتى مجرد الذهاب الى المقار الانتخابية للتصويت لهم وتمكينهم من التحكم بمصير هذا الشعب.

الدستور كفل حق الشعب في المعرفة، لكن هذا الحق مُنتهك ومُنتقص على نحو سافر، فالتدليس هو القانون السائد بين القوى السياسية المتنفذة في السلطة، واستجواب رئيس الحكومة سيكون فرصة الشعب الذهبية في معرفة ما يتعين أن يعرفه، بكشف المستور عنه بحجاب التوافق والمحاصصة.

 

المدى
العدد (2516) السبت 23/6/2012



 

 

free web counter