| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 23 / 6 / 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

سيدة بمليون رجل

عدنان حسين     

من دون شك، هي امرأة تعادل قيمة رأسها وقلبها قيمة رؤوس وقلوب مليون رجل وأكثر من النوع الذي يحكمنا في بلاد العرب والمسلمين.. إنها رئيسة البرازيل ديلما فانا روسيف التي "يروحلها فدوة" حكام من أمثال محمد مرسي وبشار الأسد وعمر البشير ورجب طيب اردوغان ومحمود احمدي نجاد ونوري المالكي، وقبلهم صدام حسين ومعمر القذافي وحسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبدالله صالح وأمثالهم.
"يروحولها فدوة" هؤلاء الرجال لأنها سيدة شجاعة، لم تتردد في تأييد التظاهرات المليونية التي شهدتها مدن بلادها احتجاجاً على الفساد المالي والإداري والإسراف في النفقات الحكومية وسوء الخدمات وارتفاع الاسعار وغياب العدالة الاجتماعية، معتبرة إن التظاهرات تمثل "دعوات مشروعة لتحسين الخدمات العامة ولإدارة أكثر استجابة لحاجات الشعب".
"يروحولها فدوة" هؤلاء الرجال لأنها سيدة وطنية بامتياز أعربت علناً عن شعورها بالفخر لأن أبناء شعبها يجتاحون الشوارع ولا يلزمون بيوتهم خوفاً وجبناً للمطالبة بحقوقهم، فلم تصفهم بانهم "خونة" و"رعاع" و"جرذان" و"وسخون" و"أصحاب أجندات خارجية" و"ارهابيون" و"بعثيون".. الى آخر القائمة المعروفة لنا جميعاً من فرط ما أعادها علينا حكامنا في خطاباتهم المسعورة وأبواقهم الدعائية الكذابة.
منذ الأيام الأولى لاندلاع التظاهرات في بلادها خرجت الرئيسة روسيف على شعبها بخطاب عبّر عن شجاعتها ووطنيتها وديمقراطيتها. قالت ان "البرازيل أصبحت أكثر قوة اليوم، وحجم المظاهرات يظهر حيوية ديمقراطيتنا وقوة صوت الشارع وحضارية شعبنا"، معتبرة "انه لأمر جيد أن ترى عدداً كبيراً من صغار السن والبالغين، الحفيد والأب والجد، الكل يحمل العلم البرازيلي ويردد النشيد الوطني من أجل وطن أفضل"، وأكدت أن حكومتها "تستمع إلى الأصوات الداعية إلى التغيير".
كان ذلك يوم الثلاثاء الماضي، بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من اندلاع التظاهرات. وبعد أن سارعت الى الغاء خطة مسبقة لزيارة اليابان للبقاء مع شعبها وعقدت اجتماعاً طارئاً لحكومتها، عادت الرئيسة روسيف أمس الاول الى مخاطبة شعبها متعهدة بالاستجابة إلى مطالب المتظاهرين، وتطبيق إصلاحات اقتصادية واجتماعية واسعة في البلاد.
سيدة شجاعة ووطنية وديمقراطية كالرئيسة روسيف، وهي أول امرأة تترأس دولة البرازيل، يمكننا ببساطة أن نراهن على أنها ستفي بما تتعهد به، وعلى انها إن لم تستطع ذلك ستستقيل، بخلاف رجالنا الحكام الذين لا تساوي رؤوس وقلوب مليون منهم رأس وقلب سيدة مثل الرئيسة البرازيلية اليسارية.


المدى
العدد (2825) 23/6/2013

 

 

free web counter