| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس 22/3/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

عراقنا الفاشل.. على أيديهم!

عدنان حسين  

للمرة الألف: نحن عراق فاشل .. فاشل تماماً. ونحن كذلك لأن من يتحكّم بمقدراتنا، حُكاماً ومعارضين وخصوماً وأعداء، جميعاً فاشلون فشلاً ذريعاً جعل بلادنا مثل طفل كسيحٍ بالكاد يتحرك، وإذا تحرك ففي المكان نفسه.

الذين يفجّرون السيارات المفخخة والعبوات واللاصقات الناسفة ويقتلون الناس عشوائياً في الشوارع والساحات والكراجات العامة وعند المدارس والمستشفيات والمعابد ودور السكن، سواء كانوا من القاعدة أو من فلول نظام صدام أو من الأطراف السياسية والميليشياوية المتصارعة على السلطة والمال في بغداد، هم جميعاً فاشلون لأن ضحاياهم كلهم، وعددهم بالمئات في كل مرة، أبرياء لا ذنب لهم في أي شيء .. هؤلاء المُفجّرون ليسوا سوى قتلة محترفين يمارسون إزهاق الأرواح وسفك الدماء بدافع من مرض خطير في أنفسهم وبهدف منع العراقيين من الخروج إلى الحياة الحرة الكريمة، فما من شيء يبرر هذه المجازر الدموية. عندما كان هؤلاء يتذرّعون بالوجود الأميركي كنا نقول إنهم كذابون، وهاهم يترجمون كذبهم قولاً وفعلاً.
الذين اقترحوا والذين أمروا والذين نفّذوا الإجراءات الأمنية المبالغ في تشددها، والمبتدأ باتخاذها قبل انعقاد موعد القمة العربية بأسبوعين والمثيرة نقمة شعبية قوية وواسعة، سرعان ما ظهر أن إجراءاتهم فاشلة تماماً، هم أيضاً فاشلون ... فشلهم لم يتأخر، ففي الحال سجل الإرهابيون اختراقاً كبيراً وسريعاً ويسيراً لما وصفت بأنها "خطة أمنية محكمة"، وضربوا في الوقت عينه (الثلاثاء) في 17 موقعاً في العاصمة بغداد والمدن الرئيسة الأخرى، فكانت خطة فاشلة، تكرر فشلها أمس بحدوث تفجير في قلب بغداد.
والذين اقترحوا والذين أمروا والذين نفذوا تعطيل الدوائر الحكومية والمدارس والجامعات وإغلاق شوارع وساحات رئيسية في بغداد أسبوعاً كاملاً عشية القمة وغداتها هم بدورهم فاشلون بامتياز، فهذه الإجراءات تحوّلت إلى عقاب جماعي لسكان العاصمة الذين لم يتردد الكثير منهم في صبّ اللعنات على رؤوس الحكومة والسياسيين وأهل القمة والعرب أجمعين.
والمعارضون، معارضو الحكومة الفاشلة، بدورهم فاشلون مئة بالمئة. أبقوا على قدم ونصف في السلطة (طمعاً في المال والنفوذ) وعلى نصف قدم في المعارضة .. لم يجيدوا سوى الكلام والتهديد الفارغ والوعيد الأجوف، وساعدوا بذلك على أن يطغى الممسكون بالحكم ويتجبروا ويتكبروا ويحرفوا مسار القطار العراقي ليعود إلى محطة الدكتاتورية البغيضة.
كلهم فاشلون .. حكامنا ومعارضوهم على السواء. ودليل الفشل أن أحدا منهم لم يحقق شيئاً .. لا الحكام أثبتوا أنهم على حق في تفردهم وطغيانهم، ولا المعارضون أظهروا أن معارضتهم حقيقية تطال نهج الحكومة وسياساتها ومنزهة من فساد الحصص والنسب في العقود والصفقات المليارية والمناصب الحكومية.
الاعتراف بالخطأ فضيلة، فاعترفوا بأنكم كنتم ومازلتم على خطأ، وبأنكم فاشلون، كما وضعها في وجوهكم، مباشرة وصريحة وواضحة، رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي عرفكم عن قرب وخبركم في تجارب لا عدّ ولا حصر لها، فهجتم في وجهه بطريقة أكدت فشلكم في الواقع .. اعترفوا بفشلكم لتنقذوا أنفسكم من ظلم أنفسكم ولكي تفتحوا كوّة يدخل منها ضوء الأمل في نهاية النفق الذي حشرتم فيه ثلاثين مليوناً من البشر بالتمام والكمال.
 

المدى
العدد (2431) الخميس 22/3/2012



 

 

free web counter