| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 22/3/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

النجيفي والفخّ القاتل

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

بدعوة كريمة من سفارتنا في الكويت، حضرتُ مساء السبت الماضي لقاء وفد مجلس النواب الزائر برئاسة رئيس مجلس النواب السيد أسامة النجيفي بعشرات من أبناء الجالية العراقية. كان لقاءً مثمراً في الواقع، فلم يشأ السفير السيد محمد حسين بحر العلوم أن يجعله لقاء مجاملة، بل اجتماع عمل استمع فيه الوفد البرلماني إلى هموم الجالية التي تبيّن أنها غير قليلة، والى أفكار ومقترحات لتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين. وقد أظهر السيد النجيفي اهتماماً واضحاً بهذه الهموم والأفكار واعداً بالعمل في إطار البرلمان على تخفيف الأولى وتحقيق الثانية.

لم أفكر بالكتابة عن اللقاء لولا ذلك المشهد الذي استكثرته على رئيس برلماننا واستفزني وعدداً من شركائي في الطاولة.
في القاعة التي عُقد فيها اللقاء وفي قاعات أخرى في الفندق نفسه (شيراتون) وفنادق أخرى قُيّض لي، بحكم عملي الإعلامي، أن أحضر فيها ندوات ومؤتمرات يكون راعيها أو ضيفها الأول أمير دولة الكويت أو ولي عهده أو رئيس الوزراء، أو كلهم دفعة واحدة. ولم يحصل في أية مرة من هذه المرات أن شهدتُ ما شهدته مساء السبت الماضي، فأمير الكويت وولي عهده ورئيس وزرائه لا يدخلون القاعات مع حراسهم، ولا يقف خلفهم أي حارس عندما يكونون جالسين في الصف الأول أو على المنصة أو وراء منبر الخطابة.
في لقاء السبت الماضي لاحظنا ثلاثة حراس يحيطون بالسيد النجيفي وهو داخل إلى القاعة ثم يرابطون خلفه عند الطاولة التي جلس إليها ومنبر الخطابة الذي ألقى من فوقه كلمة قصيرة. وقد تداولتُ في الأمر مع شركائي في الطاولة وبادر أحدنا فنبّه أحد أفراد طاقم السفارة إلى ذلك، فتحرك الرجل بهدوء وأقنع الحراس الثلاثة بأن يجدوا لهم مكاناً آخر للجلوس أو الوقوف، فاختاروا أن يقفوا في زاوية غير بعيدة عن الرئيس.
كان على أحد ما أن ينبّه السيد النجيفي إلى أن مشهد الحراس المتسمرين كالأصنام خلف المسؤول غير مألوف في الكويت، وان الكويت بلد آمن إلى درجة أن أميرها وسائر كبار المسؤولين فيها يشاركون في المؤتمرات والندوات ويزورون المقاهي الشعبية ويقومون بواجب التهنئة بالأفراح أو التعزية بالأموات من دون حراس يلازمونهم كظلالهم.
منذ أربعة أيام عرضت إحدى الفضائيات اجتماعاً لمجلس إحدى المحافظات الغربية بدا فيه المحافظ محروسا بحارس وقف خلفه كالتمثال في منظر أعاد إلى ذهني صورة صدام حسين ومن خلفه عبد حمود.
قبل بضعة أشهر التقيت في بغداد سياسياً كردياً صديقاً ممن انخرطوا بنشاط في العملية السياسية منذ سقوط صدام ولم يزل ناشطا فيها من خلال موقعه المهم.. سألته عن خلاصة خبرته في العمل مع الساسة العرب، فأوجزها لي بالآتي: الشيعة مقبلون بنهم على المال والنساء، والسُنّة مولعون بمظاهر القوة والتسلط كما كان صدام حسين.
السيد النجيفي الذي أتوقع له دوراً سياسياً متزايداً إذا ما واصل أداءه الحالي الناجح إلى حدّ كبير في إدارة البرلمان، أتمنى عليه، وعلى غيره من قادة الدولة العراقية، ألا يكون من طراز الساسة السُنّة الذين تحدث عنهم صديقي السياسي الكردي، لأنه بهذا يلقي بنفسه في فخّ قاتل ويخسر المستقبل الواعد الذي ينتظره.


المدى - العدد (2077) الثلاثاء 22/03/2011



 

 

 

free web counter