| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 22/1/ 2012                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

التيار الديمقراطي وذخيرته غير المفعّلة

عدنان حسين

نظّم التيار الديمقراطي أمس اجتماعاً موسعاً في بغداد لمناقشة الأزمة السياسية الطاحنة التي تعصف بالبلاد، تحضيراً لمؤتمر شعبي عام يُراد له أن يخرج بتوصيات ومقترحات تعالج هذه الأزمة.

كل ما قيل في الاجتماع كان من أجمل ما يكون، يرتقي الى مستوى القصيدة الوطنية المبهرة المحرّضة، فالمتحدثون قدّموا تحليلات صائبة لطبيعة الأزمة وأسبابها والنتائج الوخيمة المتحققة حتى الآن أو التي لم تزل في الطريق. كما قُدّمت أفكار للحل ولا أروع، لكن المشكلة الكبرى تكمن في أن هذا الكلام الجميل هو من نوع الحوار الذاتي الذي يتحدث فيه المرء مع نفسه في الفراش أو في غرفة مغلقة المنافذ.
لا أحد ممن في أيديهم الحل والربط سيقرأ أو سيستمع الى ما تردد في قاعة فندق عشتار البغدادي. وإذا كان ثمة من يقرأ أو يسمع، فمن المشكوك فيه الى أبعد الحدود أن يُنعم النظر ويُطيل التفكير فيه، فأهل الحل والربط في ما يتعلق بهذه الأزمة وسائر الأزمات المتوالدة بكثرة كما الدود، لا يعنيهم في شيء أن تخرج البلاد من نفق الأزمة الحالية وفقا للسيناريو الذي تصوّره اجتماع أمس وسيبلوره المؤتمر الشعبي المنتظر.
والموقف السلبي لأطراف الأزمة حيال الحلول الناجعة لها لا يرجع فقط الى التضارب والتعارض بين مصالح هذه الأطراف والحلول المقترحة، وإنما أيضاً الى عدم وجود القوة المادية والمعنوية اللازمة لفرض هذه الحلول، وبخاصة قوة الضغط الشعبي.
أحد السادة المتحدثين اعتبر ان حضور الاجتماع يمثلون شرائح اجتماعية وقوى سياسية تمثل بدورها أغلبية الشعب، ولا أظن انه كان مبالغاً في كلامه، فالقوى الحاكمة هي أقلية اختطفت السلطة بقانون انتخابات غير دستوري باعتراف المحكمة العليا، وبإجراءات إدارية تجاوزت كثيراً على القانون، وبمفوضية انتخابات ثبت أنها غير مبرأة من الفساد المالي والإداري، فضلاً عن غياب قانون ينظم الحياة السياسية والنشاط الحزبي. لكن الأغلبية التي تحدث عنها المتحدث ليست فاعلة ومؤثرة، فهي مهمشة عن عمد وسابق إصرار من القوى الحاكمة، وهي أيضاً شبه منسية من القوى التي تمثلها، قوى التيار الديمقراطي.
قوى التيار الديمقراطي لم تزل تعمل بأساليب العمل القديمة وتفكر بأنماط التفكير القديمة، وهذا ناجم خصوصاً عن أنها تتمسك بقياداتها القديمة التي حان موعد تقاعدها منذ مدة تصل في بعض الأحيان الى عقود.
انتفاضات الربيع العربي لم تتفجر بعد اجتماعات من النوع الذي عقد في فندق عشتار أمس ولا إثر مظاهرة من النوع الذي جرى في وثبة كانون(1948) وانتفاضة تشرين (1952) .. فجّرها شباب تظاهروا عبر فيسبوك وتويتر قبل أن يتجمعوا في ساحات التحرير.
التيار الديمقراطي العراقي لديه ذخيرة شعبية هائلة، والمطلوب منه أن يختار الأسلحة المناسبة لهذه الذخيرة لتفعيلها، وهي أسلحة لا تُستدعى من الذاكرة الهرمة وإنما من عمق الشارع ومن بطن الانترنت.
 

المدى
العدد (2371) الأحد 22/1/2012



 

 

free web counter