| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 21/8/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

معركة جديدة اسمها المُرشّقون!

عدنان حسين

كما لو حُلّت كل مشاكلنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي لا عدّ لها ولا حصر، وكما لو انتهت معاناتنا من نقص الكهرباء والماء ومواد الحصة التموينية والخدمات الصحية والترفيهية وعلى صعيد النقل ونظافة الشوارع، ولم يبق ما تختلف عليه طبقتنا السياسية (الرشيدة) إلا شيء واحد، هو هل يحق أم لا يحق للوزراء المرشقين استعادة مقاعدهم في البرلمان!

منذ أن عرض رئيس الوزراء على مجلس النواب خطة ترشيق الحكومة بالتخلص من وزراء الدولة الذين لم يكن لهم لزوم من الأساس، نشط هؤلاء الوزراء الذين أريد لهم تكملة الديكور المحاصصي للحكومة، من أجل أن يعودوا إلى البرلمان من الشباك بعدما غادروه من الباب منتشين بالمقاعد التي لا يكونوا يهشون عليها ولا ينشون. وأعلن بعضهم أن له حقاً مقدساً داخل قبة البرلمان سيستعيده بقوة القانون. وفي هذا الإطار جرى استيضاح رأي مجلس شورى الدولة فأفتى بدوره بعودة هؤلاء الوزراء إلى المقاعد البرلمانية التي تركوها طوعاً إلى مقاعد الحكومة الأسمن، وبأنهم لا يحتاجون إلى التصويت عليهم أو أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب.
وبينما رأى بعض النواب أن قرار شورى الدولة هذا، كما سائر القرارات، غير ملزم اعتبر آخرون انه ملزم فقط بالنسبة للمقاعد الشاغرة، وعددها مقعدان أو ثلاثة، ذلك أن معظم هؤلاء الوزراء أعطيت مقاعدهم البرلمانية إلى غيرهم، والقاعدة التي أتبعت في ذلك هي إرادة رئيس الكتلة التي ترشح عنها الوزير المرشق في انتخابات العام الماضي.
وبعض هؤلاء الوزراء لا يقبل حتى بالعودة إلى صفوف البرلمان، فالمقعد الوزاري بالنسبة له أريح، ولذا أعلن انه سيشتكي أمام المحكمة الاتحادية على قرار ترشيق الحكومة الذي مرره البرلمان.
في دول العالم المتحضرة والمتخلفة على السواء لا تحدث حالات كهذه، ذلك أن الحكومات في هذه الدول لا تتشكل على الطريقة التي نشكل بها نحن حكوماتنا، وهي طريقة فريدة من نوعها تقوم على المحاصصة، وهذا هو أحد اسرار شقاء الشعب العراقي خلال السنوات الست الماضية. فالطبقة السياسية (الرشيدة) التي صدّق الناس بشعاراتها الكاذبة ووعودها المعسولة، تنصرف كلية عن كل ما وعدت به وحلفت أغلظ الأيمان بالعمل لتحقيقه.. تنصرف عن معاناة الناس اليومية الرهيبة مع الإرهاب والجريمة المنظمة والفساد المالي والإداري، تنصرف عن مشاكل لقمة العيش والبطالة والكهرباء والصحة والتعليم، وتكرّس كل جهدها ووقتها لمغانمها وامتيازاتها.
انتخبنا أعضاء مجلس النواب لكي يكونوا ممثلين أمناء لنا فيه، لكنهم سرعان ما يتحوّلون هناك إلى مقاولين ووكلاء وقنطرجية لمصالحهم الأنانية.. يتحمسون لكراسيهم ومناصبهم أكثر مما يهتمون بشؤون من انتخبوهم ومنحوهم المناصب ووضعوهم في الكراسي النيابية والحكومية على السواء.
معركة الوزراء المُرشقين هي عنوان آخر لفساد السياسة في بلادنا، وما أكثر عناوين هذا الفساد؟
 


العدد (2228) الأحد 21/08/2011






 

 

 

free web counter