| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الخميس 21/7/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

ليت "العراقية" تفعلها

عدنان حسين

ظلَ أحدهم يتضرّع إلى السماء أربعين سنة من أجل أن يُرزق بولد يحمل اسمه من بعده، وذات يوم انفجر جار له في وجهه صائحاً: يا أخي تزوّج أولاً كيما تُرزق بولد. أما النسخة الانكليزية للحكاية فتقول أن أحدهم ظل يدعو الرب أربعين سنة لأن يربح الجائزة الأولى في اليانصيب (لوتري)، وهو لم يشتر قط في حياته بطاقة يانصيب واحدة !

وهنا في بلادنا، العراق، منذ سنوات تهدّد القائمة (الآن: الكتلة) العراقية بين شهر وآخر وأحياناً بين أسبوع وأسبوع بالانسحاب من العملية السياسية، أو في الأقل من الحكومة، أو بسحب الثقة من الحكومة والدعوة إلى انتخابات مبكرة، بيد أن العراقية لم تمضِ في كل هذه المرات إلى أبعد من مجرد التصريح الكلامي الذي يأتي في كل مرة على لسان أحد الزعماء أو المتحدثين الكثر للقائمة، حتى صارت تهديداتهم لا قيمة لها البتة ولا تُخيف حتى أصغر حارس في مقر رئاسة الحكومة.
آخر هذه التهديدات جاء منذ يومين على لسان الناطقة الرسمية باسم القائمة أو الكتلة النائبة ميسون الدملوجي التي قالت " في حال استمرار تنصل ائتلاف دولة القانون من تنفيذ اتفاقية أربيل بكامل بنودها وخلال مهلة الأسبوعين التي حددها اجتماع القادة الأسبوع الماضي فإننا سنعمل على سحب الثقة من الحكومة أو الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة".
ائتلاف دولة القانون إذا كان عاقداً العزم على تنفيذ كامل البنود فانه سينفّذها بتفسيره هو لا بتفسير العراقية، ولذا فإنني أتمنى من كل قلبي أن تكون العراقية عند كلامها وتنفّذ تهديدها الجديد، وأعتقد أن انسحاب العراقية من الحكومة أو دعوتها إلى انتخابات جديدة سيكونان في صالح العملية السياسية وفي صالح العراقية نفسها، فستكون لدينا هذه المرة حكومة ليست مستقوية بالشراكة الوطنية الزائفة، وفي مواجهتها تقف معارضة قوية.. المعارضة الحالية للحكومة موجودة خارج البرلمان، وانسحاب العراقية أو دعوتها إلى انتخابات مبكرة سيعني انتقالها من صف حكومة "الشراكة الوطنية" إلى صف المعارضة، أي أن معارضي الحكومة سيكونون أقوى هذه المرة، ووقتها سيصبح أي تهديد صادر عن هذه المعارضة ذا قيمة، وسيخشاه رئيس الحكومة ومساعدوه أكثر من حرّاس مقر الحكومة.
لكن هل تفعلها العراقية حقاً وتنتقل إلى صفوف المعارضة؟نشكّ في هذا كثيراً، فالقادة الرئيسيون في القائمة أو الكتلة ليسوا، في ما يبدو، في وارد التخلي عن مناصبهم في رئاسة مجلس النواب ونيابة رئاسة الجمهورية ونيابة رئاسة الوزراء وفي الحكومة، ورئيس القائمة أو الكتلة نفسه يخوض صراعه مع غريمه رئيس الحكومة بأسلحة من النوع الذي أخذته معها الجيوش العربية إلى فلسطين في العام 1948، وبخطط من النوع الذي رسمه صدام حسين قبل اجتياحه إيران ثم الكويت.
ليتها تفعلها هذه المرة أو ذات مرة. وإن فعلتها العراقية حقاً فإننا على الأرجح سنحصل على الولد أو على جائزة اللوتري الأولى، وربما الاثنين معاً.



العدد (2197) الخميس 21/07/2011






 

 

 

free web counter