| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 21/6/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

خطاب الأسد متأخر جداً

عدنان حسين

منحت الانتفاضة السورية الرئيس بشار الأسد فرصة ذهبية للاعتبار بتجارب الأنظمة العربية الأخرى التي واجهت انتفاضات مماثلة، ولتدبر الأمور في بلاده وتجنب السير في طريق مسدودة بالنسبة له مثلما يجري الآن، لكنه (الأسد) فوّت على نفسه هذه الفرصة كما ضيع حكّام آخرون فرصة التغيير والإصلاح في أوانها.

سوريا كانت مؤهلة للانتفاضة بعد تونس أو مصر، لكن الحدث الذي أشعل شرارة الانتفاضة (في درعا) تأخر إلى ما بعد انطلاق أحداث الانتفاضة في كل من اليمن وليبيا اللتين أخذت الأحداث فيهما منحى دموياً، وهذا بالذات ما كان على الرئيس السوري أن يخشى وقوعه في بلاده ويسعى إلى تفاديه فور اندلاع أحداث درعا، خصوصاً وانه لاحظ أن تعويل معمر القذافي على القوة في قمع الانتفاضة الليبية أعطى نتيجة معاكسة تماماً.
الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأسد أمس كان سيصنع تغييراً كبيراً لو كان قد وجّهه قبل ثلاثة أشهر بدلاً من ذلك الخطاب الذي ألقاه أمام مجلس الشعب بعد أيام من اندلاع أحداث درعا وبدا فيه بطيء التفاعل والتجاوب مع الأحداث.
في غضون ثلاثة أشهر سالت دماء غزيرة وأُزهقت أرواح كثيرة من جنوب سوريا إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها، وهذا له ثمنه بالطبع، وما قدّمه الرئيس السوري أمس يبدو قليل القيمة بالمقارنة مع كم الدماء والأرواح المهدورة طوال هذه الفترة، فما زالت خطوات الإصلاح والتغيير في عهدة الزمن فيما أوضاع بلاده تنتظر لتعديل مسارها قرارات وإجراءات فورية لا تتأخر حتى مجرد ساعات.
راهن الرئيس بشار الأسد، في ما يبدو، على عامل الزمن للسيطرة على الأوضاع، لكن هذا الرهان لم ينفع زين العابدين بن علي وحسني مبارك وعلي صالح محمد ومعمر القذافي من قبل، وهذا ما كان على الرئيس الأسد أن يدركه منذ البداية لكي يتفادى أن يصل إلى مرحلة يتعيّن عليه معها أن يدفع ثمناً باهظاً للغاية بالنسبة له ولنظامه. فالانتفاضة تواصلت بقوة متزايدة وحافظت على زخم متصاعد برغم القمع الوحشي لها، ولم يعد الحل الأمني ممكنا باعتراف الرئيس الأسد في خطابه الأخير، والحل السياسي نفسه لم يعد يحتمل التأجيل والتسويف.
أمس وعد الرئيس السوري شعبه بان حزمة الإجراءات التي أعلن عنها ستجعل من بلاده مثالاً يُقتدى به وتجربةً ينقلها الآخرون إليهم، لكنّ هذا كان يتطلب أن يعتبر الرئيس الأسد بتجارب غيره الذين عاندوا أيضاً ففقدوا سلطتهم أو هم على وشك فقدانها.




العدد (2167) الثلاثاء 21/06/2011






 

 

 

free web counter