| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 20/4/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

لعبة كلمات نجيفية

عدنان حسين
 

لا بدّ أن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي لم يكن يعني ما يقوله عندما لوّح بسحب الثقة من الحكومة والدعوة الى انتخابات برلمانية مبكرة ، فالأرجح ان كلامه يدخل في باب المناكفات والمماحكات والمزايدات بين القوى السياسية المتصارعة على السلطة والنفوذ والمال أكثر مما ينطلق من تجاوب مع حاجات الناس. السيد النجيفي لا بدّ انه يدرك ان للانتخابات المبكرة متطلبات كبيرة وكثيرة لكي تسفر عن برلمان أفضل من البرلمان الحالي، تخرج منه حكومة أفضل من الحكومة الحالية المتشربكة أوضاعها، ومعها أوضاع الناس، بسبب المناكفات والمماحكات والمزايدات والصراعات بين شركائها.
أول متطلبات الانتخابات المبكرة أن يكون لدينا قانون جديد للانتخابات غير القانون الحالي الذي قضت المحكمة الاتحادية بان بعض مواده يتعارض مع أحكام الدستور، وكان من المفروض ان يكون حكم المحكمة بأثر رجعي وفقاً لمبدأ "ما بني على باطل فهو باطل"، ولو حدث ذلك لربما تغيّرت المعادلة السياسية والبرلمانية وكان لدينا مجلس نواب غير هذا المجلس العجيب الغريب ورئيس للمجلس غير السيد النجيفي.
وقانون الانتخابات البديل للقانون الحالي يتعيّن أن يوفر شروط الترشح والانتخاب الحر لكل عراقية وعراقي من دون تمييز ويوفّر فرص متكافئة، فيدخل الناس الى البرلمان على أساس ما حصلوا عليه من أصوات الناخبين وليس على أساس إرادة رئيس الحزب او الكتلة السياسية، كما هو حاصل للأغلبية الساحقة للبرلمان الحالي الذي يترأسه السيد النجيفي.
ومن أول متطلبات الانتخابات المبكرة أيضاً ان يشّرع البرلمان الحالي قانوناً للأحزاب ينظّم الحياة الحزبية في البلاد ولا يتركها سائبة تسودها شريعة الغاب والبراري، كما هي عليه الحال الآن، والتي يسود فيها مبدأ البقاء للأقوى مالياً .
ويتعيّن أن يُلزم هذا القانون الأحزاب بالكشف عن مصادر تمويلها، فالسيد النجيفي يعرف، كما نعرف، ان معظم القوى السياسية المتنفذة في البرلمان والحكومة الحاليين تمول من خارج البلاد ومن عمليات الفساد المالي والإداري في الداخل .... ويتعين أيضاً أن يحرّم القانون على القوى السياسية إنشاء ميليشيات مسلحة أو الاحتفاظ بميليشياتها النائمة حالياً، ويحصر حيازة السلاح وحمله بالقوات المسلحة التي هي جزء من السلطة التنفيذية ... وهذا القانون ضروري ومُلّح حتى لو لم يتحقق ما دعا اليه السيد النجيفي بإجراء انتخابات مبكرة، فنحن الآن أمام استحقاق إنجاز انسحاب القوات الأميركية، وهناك قلق شعبي من أن تخرج الميليشيات من مكامنها بعد خروج آخر جندي أميركي، فتفجّر حربا طائفية جديدة لا تُبقي ولا تذر.
ومن أول متطلبات الانتخابات المبكرة كذلك أن تكون هناك مفوضية للانتخابات غير المفوضية الحالية .. مفوضية مستقلة حقاً تنظّم وتدير انتخابات حرة ونزيهة من دون تدخل من القوى السياسية والمؤسسات الدينية ومن دون أي عملية تزوير في النتائج لصالح هذا الحزب أو ذاك، كما حصل في كل الانتخابات السابقة بعلم المفوضية الحالية والمفوضية السابقة اللتين يُفتَضحُ الآن أمر فسادهما.
الانتخابات المبكرة تتطلب وقتاً، كما يعرف السيد النجيفي، وخلال هذه الفترة يتوجب على مجلس النواب الذي يترأسه السيد النجيفي نفسه، باعتباره السلطة التشريعية، أن يؤدي واجباته بتشريع القوانين التي يريدها المجتمع وتلبي حاجاته، وأن يراقب عمل السلطة التنفيذية، وان يجري هذا كله بعيداً عن المناكفات والمناكدات والمماحكات والمزايدات بين القوى المتنفذة في البرلمان والحكومة والمتصارعة على السلطة والنفوذ والمال، فهل يبادر السيد النجيفي، باعتباره ربان السفينة البرلمانية، الى طرح هذه المتطلبات والاستحقاقات على المؤسسة التي يديرها، لنتأكد من انه لا يلعب معنا لعبة الكلمات من أجل المناكفة والمناكدة والمماحكة والمزايدة؟




العدد (2106) الأربعاء 20/04/2011






 

 

 

free web counter