| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأحد 20/11/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

في بغداد أيضاً شبّيحة لا ينامون

عدنان حسين

هذه مناسبة أخرى يتعيّن علينا فيها أن نزجي حكومتنا أجمل التهاني وأطيب التبريكات على ما تبذله من جهود مميزة، بل خارقة، لحفظ الأمن والنظام وتحقيق العدالة وكفالة حقوق الإنسان. وحكومتنا كما تعرفون هي حكومة الشراكة الوطنية التي تضم التحالف الوطني وائتلاف العراقية وائتلاف الكتل الكردستانية والكتل الأخرى الصغيرة. والتهاني والتبريكات موصولة لقادة هذه الكتل المعلومين والمستترين (للعراقية خصوصاً).

ولمن لا يعلم فأن مناسبة التهنئة والتبريك هي قيام القوة الشبحية للحكومة (تشبه ما يسمى في سوريا: الشبّيحة، وفي مصر: البلطجية) بصولة جديدة يوم الجمعة الماضي حققت فيها كالعادة نجاحاً مؤزراً ونصراً مبيناً. وهذه المرة كانت الصولة ضد مصور صحفي هاجمه أشاوس حكومة الشراكة الوطنية بعدما انتهى من تصوير تظاهرة ساحة التحرير الأسبوعية.
الزميل وليد الزيدي مصور وكالة (آكانيوز) روى مجريات الصولة الشبحية قائلا "انتهيت صباح اليوم من تصوير تظاهرة وسط ساحة التحرير ببغداد منددة بإقامة الأقاليم في العراق، وانسحبت من التظاهرة باتجاه شارع السعدون سيراً على الأقدام بعد انتهاء عملي".
وأضاف "ثلاثة أشخاص بزيّ مدني يحملون أسلحة اعترضوا طريقي واقتادوني إلى شارع فرعي بعيد عن أنظار المتظاهرين واستجوبوني عن سبب وجودي في التظاهرة"، وتابع "أبرزت لهم هوية الوكالة التي أعمل فيها، لكن الأشخاص الثلاثة واعتقد أنهم من الاستخبارات اعتدوا علي بالضرب وصادروا آلة التصوير الفوتوغرافي ومسجل الصوت اللذين كانا بحوزتي وقاموا بمسح جميع الصور وكسروا مسجل الصوت"، وإن "الأشخاص الثلاثة برروا ذلك بعدم حصولي على تخويل من قيادة عمليات بغداد"، وبيّن الزيدي أن "ضابطاً برتبة ملازم يرتدي زيّاً مدنيا حضر إلى المكان، وتعرفت على رتبته من خلال مخاطبة العناصر له، وأمرهم بإعادة أدوات العمل الخاصة بي وطلب مني مغادرة المكان".
بالطبع فان حكومة الشراكة الوطنية بكل مكوناتها ومكتب القائد العام للقوات المسلحة وقيادة عمليات بغداد ستقسم أغلظ الايمان بأن الحادث ملفق أو أنها لا تعرف من يكون هؤلاء الأشخاص. ففي مرات كثيرة سابقة حدث الأمر نفسه: القوة الشبحية تهاجم متظاهرين منسحبين وإعلاميين يعملون في الميدان، وتهينهم وتكسر أيديهم أو أدوات عملهم في الشوارع العامة أو الأزقة الفرعية أو حتى في أقبية الأجهزة الأمنية، ثم يخرج المسؤولون ليحلفوا بالله والنبي والقرآن وعلي والعباس بان أمراً كهذا لم يحصل.
وللعلم فان الصولة الشبحية الأخيرة حدثت فيما كان إرهابيون يفجّرون بكل اطمئنان ثلاثة جوامع في منطقة أبو غريب في العاصمة ما أسفر عن سقوط 11 شخصاً في الأقل بين قتيل وجريح بانفجارات استهدفت ثلاثة جوامع في أبو غريب غرب بغداد.
هنيئاً لحكومتنا بنباهة ويقظة شبّيحتها الذين لا يغفلون عن أي خطر يتهدد الوطن والمواطن! وهنيئاً للوطن والمواطن بهكذا حكومة. والتهنئة موصولة أيضاً لمن تحمّسوا لـ"قانون حماية الصحفيين" الذي أعدته الحكومة واستعجلت مع نقابة الصحفيين إقراره، ولم يستمعوا لاعتراضاتنا عليه باعتباره قانوناً لحماية الحكومة من نقد الصحفيين ولحماية "حق" الحكومة في إهانة الصحفيين على النحو الذي جرى هذه الجمعة ونحو عشر جمع سابقة.
 


العدد (2308) الأحد 20/11/2011



 

 

free web counter