| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 1/11/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

ليس نهاية العالم

عدنان حسين

قرار الاتحادات الخليجية بنقل دورة "خليجي 21" من البصرة إلى البحرين مُحبط ومخيّب لآمال رياضيينا وهواة كرة القدم في بلادنا وأهالي البصرة الذين كانوا ينتظرون عرساً نادر الحدوث في مدينتهم منكودة الحظ، بعد عقود من حروب مُدمّرة في عهد النظام السابق وعنف أهوج في العهد الجديد نابع من الداخل وقادم عبر الحدود.

من يتعيّن أن نلوم عن هذه النتيجة المكدّرة للمزاج؟.. لا ينبغي أن نحمل ضغينة على الخليجيين أو غيرهم، فليس ثمة مؤامرة أو موقف معادٍ من أحد منهم يعكسه هذا القرار، كما قد يفكّر بعضنا.
الألعاب الرياضية وسواها من المناسبات السياسية والثقافية والاقتصادية التي تجمع ممثلين عن دول وشعوب مختلفة ليست مقصودة بذاتها، وإنما هي موضع رغبة وترحيب للتعريف بحضارة البلد المُضيّف وتاريخه وبالتطور الذي بلغه في شتى مناحي الحياة، وبتقاليد شعبه وطبائعه وعاداته.. فماذا كنا سنقدّم لضيوفنا لو كانت دورة "خليجي 21" ستنعقد في عاصمة الجنوب العراقي في موعدها المقرر؟
البصرة مهملة، مثل سائر مدن بلادنا الأخرى، عدا مدن إقليم كردستان إلى حدّ ما. والبصرة بائسة في الواقع برغم أن زائرها القادم من بغداد يجدها أفضل بعض الشيء من العاصمة الاتحادية، وأقل انتشاراً للقمامة في شوارعها وأحيائها.
وحضارة بلدنا التي كان رياضيونا وأهالي البصرة سيباهون بها غائبة ومغيّبة، فليس في وسع أحد أن يزور آثار أور مثلاً، ليس فقط للأسباب الأمنية وإنما أيضاً لأن هذه الآثار ليست محل عناية من الدولة، والعراقيون أنفسهم لا يستطيعون زيارتها. وكذا الحال بالنسبة للأهوار وغيرها من الأماكن التي كان يمكن للوفود الخليجية أن تزورها.
حال البصرة وعرسها المؤجل تشبه حال بغداد التي كانت على موعد مع القمة العربية مرتين هذا العام، ولأسباب مشابهة تأجل إلى العام المقبل. وكان الخير في هذا التأجيل، فظروف بلادنا السياسية والأمنية ليست مناسبة للقمة، وتحضيراتنا للقمة لم تكتمل حتى الآن (طريق المطار الذي رصدت له عشرات او مئات الملايين من الدولارات لتأهيله وإظهاره في حلّة بهيّة أمام أنظار الملوك والرؤساء العرب ومرافقيهم، لم تزل الأعمال جارية فيه مع أن آخر موعد مفترض للقمة مرّ منذ ستة أشهر!).
"خليجي 21" ليس نهاية العالم، ولا آخر الألعاب الخليجية المشتركة في كرة القدم، فبعد سنتين منه سيكون "خليجي 22" وبعده بسنتين سيكون "خليجي 23". وليكن القرار الخليجي الأخير بنقل "خليجي 21" من البصرة إلى البحرين مناسبة لنا جميعاً، وبخاصة السياسيين الذين في أيديهم الحل والربط في بلادنا، لأن نعيد ترتيب بيتنا.. وبيتنا لا يُعاد ترتيبه ما لم نرجع إلى أنفسنا ونحاسبها: ما الذي فعلناه لبلادنا طيلة السنين الثماني الماضية لنجعل منها قبلة للرياضيين وأهل الفن والثقافة والسياسة والاقتصاد والسياح.. وسواهم؟.
 


العدد (2295) الثلاثاء 1/11/2011






 

 

 

free web counter