| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 1 / 10 / 2013                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

تحية كبيرة للمالكي.. إذا صحّ كلامه

عدنان حسين       

أشك في أن الأمر هو تماماً كما أعلن عنه رئيس الحكومة منذ ثلاثة أيام، إذ قد يكون السيد نوري المالكي قد تعرّض هذه المرة أيضاً لعملية تضليل من مساعديه مثلما حدث في مرات سابقة.

السيد المالكي تحدّث يوم السبت في كلمته أمام المنتدى الثالث للجامعات العراقية العلمية الذي انعقد في بغداد، عن "المبادرة التعليمية" التي أطلقها في العام 2009، وتتضمن ابتعاث 10 آلاف طالبة وطالب للدراسة في الجامعات العالمية الرصينة في مجال العلوم التطبيقية. ووصف المالكي المبادرة التعليمية بأنها "أنموذج في التعامل مع العراقيين جميعاً دون تمييز، وكانت بمنتهى الشفافية والمهنية والانفتاح وبمشاركة 30% من الطالبات، ولم يذهب أي طالب عن طريق الرشوة أو المحسوبية أو عن طريق حزب سياسي".

هذا كلام جميل للغاية، ويستحق المالكي أن نصفق له ونصافحه بحرارة ونقبّل جبينه إن كان ما قاله صحيحاً ولو بنسبة 75 في المئة. اذا كان كلامه دقيقاً يعني أن لدينا القدرة والإمكانية على أن نجعل أمورنا الجارية الآن بالمقلوب وبالاتجاه المعاكس تمشي على السكة الصحيحة وتمضي على النحو السليم.

وراء الشك في صحة المعلومة التي أوردها رئيس الحكومة في كلمته، خوف من أن يكون المساعدون قد قدّموا له معلومات غير صحيحة تُشبه ما تلقّاه من معلومات بشأن محطات توليد الكهرباء، فهو بنفسه أعلن أن أحداً من المسؤولين والخبراء لم يُبلغه مسبقاً بأن تلك المحطات تعمل بالغاز، وهي تقنية لم ندخل حقبتها بعد!

ووراء الشك ايضاً ان كل شيء تقريباً في دولتنا تحكمه قوانين المحاصصة الطائفية والقومية والحزبية والمناطقية والعشائرية، وان عشرات الالاف من المواطنين لا يحصلون على ما يستحقون من فرص العمل والدراسة بسبب هذه السلسلة اللعينة من المحاصصات.

علمتُ منذ فترة قصيرة أن رئيس قسم في احدى الكليات، بتأييد ودعم من عميد الكلية، طلب من أحد الأساتذة في كليته أن "يُنجّح" طلبة الدراسات العليا التابعين له كلهم، وان هذا الاستاذ رفض ذلك بإصرار، وقال انه حتى لو أراد أن يتهاون مع الطلبة المعنيين فان بعضهم لا يمكن "تنجيحه" بسبب عدم انتظامهم بالدوام وتردي مستواهم العلمي، فقيل له إن هؤلاء بالذات هم المعنيون قبل غيرهم بـ "التنجيح".

هذه قصة صغيرة جداً من قصص قطاع التعليم العالي في البلاد، وواحدة من آلاف القصص المماثلة التي تحدث في كل القطاعات والوزارات ... فهل "المبادرة التعليمية" واحة في صحراء؟

اذا كان السيد المالكي نجح في جعلها كذلك فعلاً سنصفق له بحرارة ( من دون الهتاف الكريه والمعيب: بالروح والدم .. ، بالطبع) تقديراً لنجاح مؤزر انجزته حكومته وتشجيعاً للاقدام على مبادرات من هذا النوع، وأملاً في ان تتحول "المبادرة التعليمية" الى أنموذج حقيقي كما وصفها في كلمته.


المدى
العدد (2906) 1/10/2013

 

 

free web counter