كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

الخميس 19/5/ 2011

شنــاشيــــل : صح النوم .. يا نواب! عدنان حسين من أجل حياة صحية ينصح الأطباء بالنوم ما بين 6 - 8 ساعات يومياً. لكن في بلادنا، العراق، بلاد العجائب والغرائب ينام كثير من أعضاء مجلس النواب 120 ساعة متواصلة. هل يبدو هذا للبعض أمراً عجيباً؟ إليكم الدليل: من الخميس إلى الثلاثاء خمسة أيام، وهي مدة تعادل 120 ساعة. ويوم الخميس الماضي أقر مجلس النواب الصفقة التي عقدها قادة الكتل والقوائم البرلمانية الرئيسة في ما بينهم بتعيين ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية، وفي اليوم نفسه أدى النواب الثلاثة، الذين كانوا في حال التربص والتحفّز، اليمين الدستورية وبدأوا مهامهم.. ما هي هذه المهام بالضبط؟ شخصياً لا أعرف وأتمنى على كل من يعرف أن ينوّرني ويزدني علماً ومعرفة فأكون له من الشاكرين. صادق المجلس على صفقة النواب الثلاثة في جلسة علنية يفترض أن يكون قد حضرها كل أعضاء المجلس، فمهمتهم الأساس التي من أجلها انتخبهم الناس إلى البرلمان أن يعقدوا الجلسات ويناقشوا أحوال البلاد ويشرّعوا القوانين ويراقبوا عمل الحكومة. وبعد المصادقة تلك توالت ردود الفعل: الشارع لم يكتم تذمره، بل حنقه، مما قرره المجلس وخيبة أمله في أعضاء المجلس. وعكست وسائل الإعلام المحلية وبعض الأجنبية هذا الموقف الشعبي الذي تواصل أيام الجمعة والسبت والأحد والاثنين. ويوم الجمعة بالذات عرف الداني والقاصي ان مرجعية السيد علي السيستاني كانت غاضبة من هذه الصفقة اللعينة ومصادقة البرلمان عليها. في وقت متأخر من يوم الثلاثاء (أول من أمس)، أي بعد 120 ساعة، حملت إلينا الأنباء أن بعض النواب بدأ بجمع تواقيع لسحب الثقة من أحد نواب رئيس الجمهورية الثلاثة الذين عينهم مجلس النواب في مناصبهم! فالنائب حيدر الملا من "جبهة الحوار الوطني" التي يتزعمها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك (وهي فرع من القائمة العراقية) أبلغ "السومرية نيوز" إن جبهته و"استجابة لمطالب الشعب العراقي وما دعت إليه المرجعيات الدينية وخاصة السيد علي السيستاني بضرورة محاربة الفساد المالي والإداري، قامت بحملة جمع تواقيع لبرلمانيين من مختلف الكتل السياسية من أجل سحب الثقة من النائب الثالث لرئيس الجمهورية خضير الخزاعي بعد انتهاء عطلة الفصل التشريعي". وأضاف الملا أن "العراقيين والمراجع الدينية كان رأيهم واضحاً بضرورة عدم التصويت على نواب رئيس الجمهورية في سلة واحدة، حيث أن وجود ثلاثة نواب للرئيس يُعدّ هدراً للمال العام وترهلاً في السلطة التنفيذية"، ومؤكداً "وجود ملفات فساد مالي وإداري كبيرة رافقت فترة إدارة الخزاعي لوزارة التربية". وتابع الملا أن "مشروع سحب الثقة سيكون مؤشراً في مجلس النواب على من يصطف مع الشعب العراقي ومراجع الدين أو من يصطف مع المصالح الضيقة". صح النوم أيها النائب الملا، وصح النوم يا جبهة المطلك، وصح النوم يا نواب الشعب الذين غفوا ومعهم ضمائرهم طوال جلسة البرلمان يوم الخميس و 120 ساعة بعدها ليتذكروا أخيراً أن من مطالب الشعب والمرجعيات الدينية محاربة الفساد المالي والإداري، وان رأي الشعب والمراجع الدينية كان واضحاً ضد التصويت على نواب رئيس الجمهورية في سلة واحدة، وأن وجود ثلاثة نواب للرئيس هو هدر للمال العام وترهل في السلطة التنفيذية! أين كنتم يوم الخميس يا أصحاب المعالي أو الفخامة أو السيادة (تاهت علينا!) نواب الشعب؟ بِمَ كنتم مشغولين؟ وعلى من تتلون مزامير الرياء هذه؟ من أمنياتي في عمري الذي يتقدم أن أنام أكثر من 6 ساعات يومياً، وأتمنى الآن على النائب الملا أن يتفضل عليّ بالكشف عن سر إمكانية النوم 120 ساعة متصلة، كما نام هو وزملاؤه، على ألا يدخل في ذلك مما له علاقة بـ"الكبسلة" المتفشية في بلادنا والتي لا أتمنى أن تكون قد اخترقت أسوار برلماننا الحصينة. العدد (2133) الخميس 19/05/2011