| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الثلاثاء 19/3/ 2013                                                                      

 

شنــاشيــــل :

عيد الشجرة

عدنان حسين 

بعد غد عيد نوروز.. العيد القومي للكرد وأمم أخرى في شرقنا. نحن عرب العراق كنا نحتفل بهذا اليوم أيضاً.. أتذكر أننا كنا نسميه عيد دورة السنة أو دخولها أو دخلتها، وهو تقليد متوارث عن عيد رأس السنة الجديدة عند البابليين وربما السومريين أيضاً. وفي طفولتنا كنا نهتم كثيرا بمعرفة ما ستدور عليه السنة في ذلك اليوم، أهو أرنب أم حية أم حصان أم هدهد.. الخ.

في السابق لم تكن الدولة العراقية تحتفل بعيد نوروز لأنها لم تكن تعترف بالكرد وبحقوقهم (عدد غير قليل من مسؤولي دولتنا الحالية يتطلع الى العودة عن هذا الاعتراف وربما الى القضاء على الكرد بالطريقة التي كان يفكر بها الحكام الشوفينيون).. لكن دولتنا السابقة كانت تحتفل بالحادي والعشرين من آذار بوصفه عيداً للشجرة. وهو كان كذلك بالفعل الى حد كبير، ففي المدارس كان معلمونا يعطوننا دروساً عن الشجرة وزراعتها والعناية بها. بل كانوا يأخذوننا في هذا اليوم في دروس عملية لزراعة صغار الأشجار وشتلات الأزهار في حدائق مدارسنا وخارجها. اما في البيوت فكان ثمة تقليد بزراعة بذور بعض النباتات، وكان بعض أهلنا يقطعون سعف النخيل أو أغصان الآس لوضعها على أبواب البيوت أو في الروازين (الشبابيك).

في ذلك الوقت كان العراق لم يزل أرض سواد، فمن النخيل وحده كان لديه نحو 30 مليوناً، فيما تراجع العدد اليوم الى نحو عشرة ملايين فقط نصفه مريض. ومع النخيل تراجعت أعداد مختلف الأشجار، فالحروب والزحف العمراني العشوائي داخل المدن والتصحر المكتسح الريف جعلت بلاد الرافدين بلا خضرة على نحو مريع.

إقليم كردستان تعرضت جباله ووديانه إلى إبادة كبرى لغاباتها الطبيعية التي ظل الجيش العراقي يشعل النيران فيها على مدى عقود متصلة في سبيل القضاء على الثورة الكردية. وقد وضعت الادارة هناك برنامجاً لإعادة تشجير هذه المناطق. ومن الواضح انه برنامج ناجح، فالإقليم يستعيد الآن خضرته.

نحن عرب العراق نحتاج إلى برنامج مماثل.. نحتاج في الأقل الى اعادة العمل بتقاليد عيد الشجرة في المدارس والبيوت.

هذا الكلام لا أوجهه الى القيمين على رأس دولتنا، فهم كما نعرف جميعاً لا وقت لديهم لمثل هذه الأمور.. إنهم منشغلون ليل نهار بصراعاتهم ومؤامراتهم ضد بعضهم البعض وبالسطو على المال العام.

كلامي أوجهه إلى المرشحين في انتخابات مجالس المحافظات. أتمنى على الوطنيين منهم أن يضعوا في برامجهم ما يهتم بالخضرة المفتقدة في أرض السواد، وبإعادة الاعتبار إلى عيد الشجرة.


المدى
العدد (2753)  19/3/2013

 

 

free web counter