| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 19/9/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

صولة الرطبة - كربلاء

عدنان حسين

حتى في الصومال لا يحدث أمر كهذا .. وحتى في أفغانستان لا يقع حادث كهذا، ولا حتى في ميانمار تحدث هكذا واقعة .. والصومال وأفغانستان وميانمار، لمن لا يعرف، هي شريكاتنا الثلاث التي تحتل مع دولتنا العراقية قاع الدول النظيفة من الفساد المالي والإداري، أي إننا وإياها نتربع على عرش الفساد القذر.

وما لا يحدث حتى في الصومال وأفغانستان وميانمار هو ما جرى لأربعة مواطنين عراقيين اعتقلتهم القوات الأمنية في مدينة الرطبة ونقلتهم على الفور إلى كربلاء وطافت بهم في موكب رسمي (على ظهر سيارة بيكاب حكومية) للتنديد بهم باعتبارهم إرهابيين شاركوا في تنفيذ جريمة النخيب النكراء.
لاحقا تبيّن أن الاعتقال لم يكن غير عملية اختطاف، إذ ما أن تفجرت في الرطبة ضجة تردد صداها القوي في الرمادي والفلوجة والعاصمة بغداد حتى أمر رئيس الوزراء بإطلاق سراحهم معززين مكرّمين .. ببساطة لأنه تبيّن أن لا علاقة لهم بالجريمة وأنهم أبرياء تماما، فيما المجرمون ظلوا طلقاء... يأكلون ويشربون ويمشون بين الناس بحرية ويضحكون على دولتنا التي يحدث فيها ما لا يحدث حتى في الصومال وأفغانستان وميانمار جاراتنا في قارة الفساد المالي والإداري.
والفساد المالي والإداري له علاقة وثيقة ومباشرة بما حدث للمواطنين الأربعة من اعتقالهم (اختطافهم) في الرطبة حتى عرضهم في شوارع كربلاء. فكما في سائر أجهزة الدولة الموبوءة بالفساد، ما كان أن تفعل الأجهزة الأمنية ما فعلته في الرطبة وكربلاء لولا الفساد الذي وضع على رأس الكثير من هذه الأجهزة، كما الكثير من مؤسسات الدولة، قيادات غير مهنية غير كفوءة وغير وطنية.
وبطبيعة الحال فإن ما جرى مع المواطنين الأربعة لا يعكس أي قدر من المهنية والكفاءة والوطنية. "المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، هذا المبدأ يؤمن به كل رجل أمن لديه الحد الأدنى من المهنية والكفاءة والوطنية، وما حدث للمواطنين الأربعة أنهم عوملوا منذ لحظة اختطافهم حتى لحظة صدور الأمر بإطلاق سراحهم ليس باعتبارهم متهمين وإنما بصفتهم مُدانين ومحكومين.
كيف حدث هذا؟
ليس الجواب بالصعب أبداً، فالبيئة السائدة في دولتنا على الصعيد الأمني هي نفسها التي كانت قائمة في عهد النظام السابق من دون أي اختلاف أو تعديل. ومشهد "الصولة" الأمنية التي امتدت وقائعها من الرطبة إلى كربلاء يشهد على هذا. ومن لديه شك أو اعتراض فليراجع ما فعله جهازنا الأمني بعدد غير قليل من نشطاء التظاهرات في يوم الجمعة 25 شباط الماضي ومعظم أيام الجمع التالية.
حدث ما حدث بين الرطبة وكربلاء لأن جهازنا الأمني ليس هو الجهاز الأمني المناسب للنظام الديمقراطي الذي نتطلع اليه ووعدنا السياسيون بتحقيقه لنا تعويضاً عن عقود الاستبداد والقمع الدكتاتوريين... انه جهاز معاد للديمقراطية ولحقوق الانسان.. وأرجو مخلصاً ان أكون على خطأ.
 


العدد (2252) الأثنين 19/09/2011






 

 

 

free web counter