| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 19/12/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

ســـلوك لا يــليـــق بـجيـش وطـني

عدنان حسين

لأنها كثيرة جداً، ليس في وسعي تحديد عدد المرات التي سمعتُ فيها وقرأت أن قوات الأمن (الجيش والشرطة) في عهدنا الحالي قد تلقت تدريبات على احترام حقوق الإنسان وتطبيق المعايير الخاصة بها عند التعامل حتى مع الإرهابيين والخارجين على القانون .. انها كثيرة تعدُّ بالمئات وليس بالعشرات.

أمس كنت أواجه مشهداً حيّاً أظهر لي بالملموس ان كلّ ما سمعت وقرأت عن تدريب قواتنا الأمنية على الالتزام بالقواعد الحافظة لحقوق الانسان والتقيّد بأحكام الدستور التي ضمنت للعراقي صون كرامته الانسانية، هو كلام فارغ لأن ما كان يجري على الأرض شيء آخر تماماً، مخالف كلياً لمبادئ حقوق الانسان ولأحكام الدستور.
المشهد جرى في ساحة الخلاني ببغداد .. بالضبط عند زاويتها المتصلة بالجزء من شارع الجمهورية المتجه نحو ساحة التحرير .. كان الوقت دقائق قليلة قبل منتصف النهار(12 ظهراً) .. سيارتان تابعتان لوزارة الدفاع إحداهما رباعية الدفع بزجاج معتم والثانية من نوع "بيكاب"، تتوقفان في تلك الزاوية من الساحة .. أربعة من العسكريين المسلحين يرغمون ثلاثة شبان يافعين على الركوب في "البيكاب" .. أحد العسكريين يدفع واحداً من الشبان دفعاً مع انه وزميليه لم يبد عليهم أي مظهر من مظاهر الرفض والمقاومة .. كانوا هادئين، صاغرين، وكان واضحاً ان الأمر برمته غير مفهوم بالنسبة لهم .. ومع هذا فان أحد العسكريين لم يكتف بالدفع وانما وجه لكمة الى احد الشبان على عنقه.
كان منظراً مستفزاً للغاية، خصوصاً انه كان يجري في وضح النهار وفي ساعة ذروة بالنسبة لهذا الجزء من العاصمة .. هل كان أولئك الشبان من الملاحقين بتهمة الإرهاب مثلاً؟ حتى في هذه الحال ما كان يحقّ للقوة العسكرية أن تتعامل معهم بمثل هذا التجاوز على حقوق الانسان .. تصرّف العسكريين كان مهيناً للشبان ولكرامتهم الانسانية، بل أيضا هو مهين لكل الناس الذين تصادف وجودهم في الساحة في ذلك الوقت، مشاةً أو ركاب سيارات عامة أو خاصة.
في الماضي كانت لعناصر الجيش لدينا مهابة خاصة بخلاف عناصر الشرطة الذين كنا ننظر اليهم باعتبارهم رجال المهمات القذرة لانهم لم يكونوا يقيمون اعتباراً للحقوق والكرامات الانسانية، لكن ما شاهدته أمس في ساحة الخلاني قرّب كثيراً من المسافات بين صورة شرطة أيام زمان وصورة الجيش هذه الأيام.
ما شاهدته في ساحة الخلاني أمس انطوى على فعل مهين للجيش الوطني الذي نريد .. الجيش الذي يمنع أي انتهاك لأحكام الدستور، لا الجيش الذي ينتهك حتى أبسط الحقوق كما كانت عليه الحال مع جيش صدام.


 


العدد (2337) الأثنين 19/12/2011



 

 

free web counter