| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأثنين 18/4/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

"المعلمون الكبار" في البرلمان

عدنان حسين
 

نحن - العراق - دولة فاشلة بامتياز.. كنّا هكذا في عهد صدام، ولم نزل كذلك على هذي الحال بعد ثماني سنوات.. توفّرت لنا كل أسباب ومظاهر الدولة الفاشلة، بل زدنا على الدول الفاشلة المعروفة في العالم أسباباً ومظاهر أخرى، لنكون بذلك في وضع فريد من نوعه.للفشل معايير عدة، منها مستوى الفساد المالي والإداري وعدم الثقة بالمؤسسات، نسبة الأمية بين السكان، نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر ،عدم الكفاءة الاقتصادية وغياب التنمية، عدم المساواة بين السكان في الوظائف والتعليم والمداخيل... ومنها أيضا تدهور قطاع الخدمات العامة، انتهاك القانون وحقوق الإنسان، وتنامي الانشقاقات داخل النخب الحاكمة.
ونحن - والحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه - نحلّق عالياً في هذه المجالات كلها، بل اننا في الفساد المالي والإداري لا نرضى بما دون مستوى النسور، نحتل القمة للعام الثامن على التوالي، ولا يجاورنا في هذا الموقع سوى الصومال وأفغانستان اللتين ليس فيهما حتى ظل دولة.
أما ما تميَّزنا به على الدول الفاشلة الأخرى فان دولتنا الفاشلة تدار بطريقة لا مثيل لها، من قبل سياسيين لا نظير لهم.
النائب الكردي الدكتور محمود عثمان يتميز على زملائه البرلمانيين بصراحة متناهية وشفافية عالية، ولذا أصبح صديقاً حميماً دائماً للإعلام والإعلاميين. وآخر ما كشف عنه النائب من خفايا وأسرار المجلس العتيد الذي أسمه "مجلس النواب" ان قادة الكتل فيه يمنعون التصويت الإلكتروني ويصرّون على التصويت بالأيدي كيما يعرفوا مَنْ من نواب كتلهم يصوّت معهم ومن يشقّ عصا الطاعة فيصوت حسب قناعاته وبما يمليه عليه ضميره.
النائب عثمان أبلغ في هذا الخصوص وكالة ـ"السومرية نيوز"، أن "هناك مسائل غريبة تحدث في البرلمان فعملية التصويت في الوقت الحاضر تتم باستعمال الأيدي بعد أن تم تدريب النواب على طريقة استعمال التصويت الإلكتروني"، وأوضح أن "رؤساء الكتل يمنعون التصويت الإلكتروني ويشددون على رفع الأيدي لكي يتمكنوا من تشخيص المخالفين من النواب لرأي الكتلة ومعاقبتهم"، وتساءل "هل نحن صغار؟"، وتابع قائلاً "نحن أعضاء برلمان ويجب أن يعاد العمل بالتصويت الالكتروني وأن يكون النائب حرا فيما يصوت له". وأكد عثمان أن إرادة النائب في البرلمان "مسلوبة" وتساءل "لا أعرف الرئاسة (رئاسة البرلمان) كيف قبلت"، وختم بالقول "أنا أريد أصوت بحريتي".
إذاً، فبرلمان دولتنا الذي يفترض انه يضم النخبة التي أختارها الشعب بحرية، يُدار بالطريقة التي تُدار بها عصابات المافيا .. لا أحد يستطيع، بل من غير المسموح لأي أحد، أن يخرج عن طوع ولي الأمر "المعلم الكبير"!
بالطبع فان السياسيين الذين يعملون بهذا الأسلوب وبهذه العقلية هم فاشلون .. ورؤساء الكتل السياسية هم سياسيو الصف الأول في إدارة هذه الدولة، وما دام سياسيو الصف الأول الذين يديرون الدولة فاشلين فالدولة فاشلة بالضرورة.. السياسيون الفاشلون لا يبنون دولة ناجحة. وهذا ما كان في عهد صدام.. وهذا أيضاّ ما يفسّر الفشل المزمن الذي تواجهه دولتنا الجديدة للعام الثامن على التوالي.
أفترض أن يبادر النائب الدكتور عثمان وزملاء له بطرح هذه القضية تحت قبة البرلمان، في الأقل من زاوية ان هناك هدراً في المال العام يتمثل في إنشاء نظام للتصويت الإلكتروني وتدريب النواب عليه، وهذا كلّف أموالاً من الدولة ووقتاً من النواب، فمن غير المعقول ان يلاحق البرلمان الوزراء والمدراء الذين يهدرون المال العام فيما يسكت عما يحدث في بيته من هدر للمال العام والوقت. بإرادة "المعلمين الكبار".




العدد (2104) الأثنين 18/04/2011






 

 

 

free web counter