| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عدنان حسين
adnan255@btinternet.com

 

 

 

الأربعاء 18/5/ 2011                                                                                                   

 

شنــاشيــــل :

 دوامة جهنمية.. لا نريدها

عدنان حسين
 

أود أن أطمئن عضو مجلس النواب زهير الأعرجي إلى أن قائمته (العراقية) لن تكون مضطرة إلى أن تغدو أول المطالبين -كما وعد هو- ولا آخرهم، بإقالة الوزراء الفاشلين، "حتى ولو كانوا من أعضائها" عندما يحين موعد المئة يوم الذي حدّده رئيس الحكومة لوزرائه لإثبات جدارتهم بالمناصب التي احتلوها.

هذا التطمين نابع من التقدير بأن أحداًَ، بما في ذلك القائمة العراقية ذاتها، لن يفعلها ويطالب بإقالة وزرائه إذا ما أعلن رئيس الوزراء أنهم فشلوا في أداء مهامهم، بل أنهم جميعاً سيجابهون مطالب الإقالة -إن حدثت- لأن كل الوزراء في نظر قوائمهم هم من أبناء شعب الله المختار (أقاربا وأعوانا وصنائع رؤساء القوائم) الذين لا يُعلى عليهم ولا يوجد أفضل منهم في العراق كله، ولم تحبل أي عراقية حتى الآن بمثلهم خلقاً وخلقةً وعلماً وأدباً ومعرفةً واختصاصاً وإخلاصاً! والدليل هذا الخير العميم الذي يغرق فيه الشعب العراقي من أخمص قدميه إلى قمة هامته!
وهذا التقدير قائم بدوره على تجربة وخبرة.. هي تجربتنا وخبرتنا جميعاً على مدى ثماني سنوات، فلم يحدث أبداً أن قائمة من قوائم مجلس النواب والحكومة (وهي التي ما فتئت تعيد إنتاج نفسها مع كل دورة انتخابية وتشكيلة حكومية) قد أقرّت بأن وزيراً من وزرائها في الحكومات الثلاث السابقة قد فشل في أداء مهامه، مع أن نصفهم في الأقل تلاحقه تهم الفساد وسوء الإدارة، وهي تهم ثابتة بوقائعها الراسخة ووثائقها الثابتة، لكنّ توافقات الكتل والقوائم ومساوماتها تحول دون أن تأخذ العدالة مجراها وينال المذنبون، من سرّاق مال عام وخاص وعاقدي صفقات غير قانونية ومزوّري شهادات ومتواطئين معهم وقَتَلة، جزاءهم.
السيد الأعرجي، تجربتنا وخبرتنا تقولان لنا انه حتى لو ثبت أن كل الوزراء فاشلون فان أياً منكم لن يقبل بإعلان هذه الحقيقة، فوزراؤكم ووكلاؤكم ومدراؤكم وسائر موظفيكم المعيّنين وفقاً لشريعتكم، شريعة المحاصصة والتوافق، موصى بهم من السماء ولن يبرح كرسيه ولو على أسنة الرماح... قل لي من منكم يقبل بالتنازل عن نعمة السلطة والنفوذ والمال التي جاءته سهلة هيّنة؟
وأنت نفسك، أيها السيد الأعرجي، في تصريحك الذي أكتب عنه الآن قد وضعت "لكن" لعينة بحجم كتلة صخرية هائلة أمام تنفيذ تعهدك بإقالة الوزراء الفاشلين، فانت شدّدت في تصريحك ، كما أفادت الوكالة الذي نقلته، على "ضرورة ألا تكون مهلة المئة يوم محاولة لتغيير بعض الوزراء لاعتبارات سياسية"! من دون أن تبيّن وتحدّد ما هي معاييرك للاعتبارات السياسية في هذا الشأن، فنحن نعرف أن قوائم مجلس النواب والحكومة متخاصمة ومتنافسة ومتصارعة بضراوة لاعتبارات أقلها سياسي وأكثرها يتعلق بالمصالح الشخصية والحزبية والطائفية المتضاربة... وإذا ما حدث وأعلن رئيس الحكومة، بعد عشرين يوما من الآن، أن وزيراً أو أكثر من قائمتك قد فشل في واجبه فبالتأكيد ستعتبر قائمتك ان الأمر تقف وراءه اعتبارات سياسية، وإذا قمتم أنتم بدوركم بالردّ بوجود وزراء فاشلين من قائمة رئيس الوزراء أو أي قائمة أخرى، فان هذه القائمة ستعتبر أن اعتباركم وزراءها فاشلين تكمن خلفه "اعتبارات سياسية"، وهكذا فستدخلوننا في دوامة جهنمية جديدة من دواماتكم المتتابعة على مدار السنين والأشهر والأسابيع والأيام، منذ أن ساقنا حظنا العاثر إليكم أو ساقكم إلينا.. لا فرق في النتيجة!
السيد النائب، أفضل شيء تفعلونه لنا أن تكفّوا عن تصديع رؤوسنا بوعودكم وتعهداتكم.. صدّقني، لا أحد منا يأخذها على محمل الجدّ.. وبعد عشرين يوماً ستنتهي مهلة المئة يوم وسنتقابل.



العدد (2132) الأربعاء 18/05/2011






 

 

 

free web counter